د.محمود غزلان والتنازل عن الثوابت والأركان

د.محمود غزلان والتنازل عن الثوابت والأركان

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم
وبعد:
فإن الله تعالى يقول لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم:

 {وَإِنْ كَادُوا لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ لِتَفْتَرِيَ عَلَيْنَا غَيْرَهُ وَإِذًا لاتَّخَذُوكَ خَلِيلا . وَلَوْلا أَنْ ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلا . إِذًا لأَذَقْنَاكَ ضِعْفَ الْحَيَاةِ وَضِعْفَ الْمَمَاتِ ثُمَّ لا تَجِدُ لَكَ عَلَيْنَا نَصِيرًا} سورة الإسراء من 73 إلى 75
قال السعدي في تفسيره: أي: قد كادوا لك أمرًا لم يدركوه، وتحيلوا لك، على أن تفتري على الله غير الذي أنزلنا إليك، فتجيء بما يوافق أهواءهم، وتدع ما أنزل الله إليك. { وَإِذَا } لو فعلت ما يهوون { لاتَّخَذُوكَ خَلِيلا } أي حبيبًا صفيًا، أعز عليهم من أحبابهم، لما جبلك الله عليه من مكارم الأخلاق، ومحاسن الآداب، المحببة للقريب والبعيد، والصديق والعدو.
ولكن لتعلم أنهم لم يعادوك وينابذوك العداوة، إلا للحق الذي جئت به لا لذاتك، كما قال الله تعالى { قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِي يَقُولُونَ فَإِنَّهُمْ لا يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللهِ يَجْحَدُونَ }
{ وَ } مع هذا فـ { لَوْلا أَنْ ثَبَّتْنَاكَ } على الحق، وامتننا عليك بعدم الإجابة لداعيهم، { لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلا } من كثرة المعالجة، ومحبتك لهدايتهم.
{ إذًا } لو ركنت إليهم بما يهوون { لأذقناك ضعف الحياة وضعف الممات } أي لأصبناك بعذاب مضاعف ، في الحياة الدنيا والآخرة ، وذلك لكمال نعمة الله عليك ، وكمال معرفتك.
أنقل هذا الكلام لأقول أن غير المسلمين من النصارى وغيرهم لن يرضوا عن المسلمين إلا في حالة واحدة وهي أن يؤمن المسلمون بما يؤمن النصارى من عقائد فيها السب الصريح لله سبحانه وتعالى.
قرأت منذ قليل على موقع المخلّص الإخباري خبراً أفزعني للدكتور محمود غزلان يقول فيه “يجب علينا مشاركة الأقباط في أعيادهم”!
” كانت جماعة الإخوان المسلمين قد أعلنت أنها قررت إيفاد وفد رفيع المستوى برئاسة الدكتور محمود عزت، نائب المرشد العام، لتقديم واجب التهنئة للكنيسة بمناسبة عيد ميلاد المسيح، التي وصفتها الجماعة بالمناسبة “الجليلة” فى بيان صادر عنها الأربعاء”
وأقول إن صحّ هذا الكلام عنه فتلك والله هي القاصمة
وأنا أسأله من الذي أوجب ذلك يا د.غزلان ؟
هل أوجبه اللهُ سبحانه وتعالى أم أوجبه رسولُه محمدٌ صلى الله عليه وسلم ؟
هل اتفق علماءُ الإسلام على هذا الوجوب ؟؟
يا دكتور تقول بالوجوب في مسألة اتفق العلماء على حرمتها ؟
قال ابن القيم ـ رحمه الله ـ في كتابه أحكام أهل الذمة: فصل في تهنئتهم بزوجة أو ولد أو قدوم غائب أو عافية أو سلامة من مكروه ونحو ذلك: وقد اختلفت الرواية في ذلك عن أحمد فأباحها مرة ومنعها أخرى، والكلام فيها كالكلام في التعزية والعيادة ولا فرق بينهما، ولكن ليحذر الوقوع فيما يقع فيه الجهال من الألفاظ التي تدل على رضاه بدينه كما يقول أحدهم: متعك الله بدينك أو نيحك فيه، أو يقول له أعزك الله أو أكرمك إلا أن يقول أكرمك الله بالإسلام وأعزك به ونحو ذلك، فهذا في التهنئة بالأمور المشتركة.
 وأما التهنئة بشعائر الكفر المختصة به فحرام بالاتفاق مثل: أن يهنئهم بأعيادهم وصومهم. هـ.
كتاب أحكام أهل الذمة ج1 ص441 طبعة دار رمادي للنشر
اقرأ يا د.غزلان
وأما التهنئة بشعائر الكفر المختصة به فحرام بالاتفاق مثل: أن يهنئهم بأعيادهم وصومهم.هـ.
تهنئة النصارى على الأعياد الخاصة بشعائرهم حرام بالاتفاق
الإمام بن القيم ينقل اتفاق العلماء على حرمة تهنئة النصارى بأعيادهم وأنت تقول يجب علينا أن نشاركهم في أعيادهم ونهنئهم عليها ؟
وهناك سؤال آخر يا د.غزلان في رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوةٌ ؟؟
أليس لك في صحابته مُعْتَبَر؟
هل تعلم ما هو العيد الذي هنّأت به النصارى ؟
إنه عيد ولادة الله عندهم
فالنصارى يؤمنون أن الله وُلِدَ من مريم العذراء وتجسد في جسد المسيح ليموت ويغفر للبشر خطاياهم بموته على الصليب !!

 

هل يجوز تهنئة النصارى على عيدهم بهذا الاعتقاد يا د.غزلان؟
هل أرسل أقباط مصر لك تهنئة بمولد رسول الله صلى الله عليه وسلم
بالطبع لا
لأنهم يرونه مدعيا للنبوة وليس نبيا
انظر كيف حافظوا هم على ثوابتهم في حين تنازلت أنت عن ثوابتك !!
{هَا أَنْتُمْ أُولاءِ تُحِبُّونَهُمْ وَلا يُحِبُّونَكُمْ وَتُؤْمِنُونَ بِالْكِتَابِ كُلِّهِ وَإِذَا لَقُوكُمْ قَالُوا آَمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا عَضُّوا عَلَيْكُمُ الأَنَامِلَ مِنَ الْغَيْظِ قُلْ مُوتُوا بِغَيْظِكُمْ إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ}آل عمران119
كيف تواليهم وتحبهم وتهنئهم بأعيادهم يا د.غزلان ؟
ألا تعلم أن اعتقادهم هذا شتمٌ صريحٌ وسبٌ قبيحٌ لله رب العالمين ؟
روى البخاري في صحيحه عنْ أَبِى هُرَيْرَةَ – رضي الله عنه – قَالَ النَّبِىُّ – صلى الله عليه وسلم – أُرَاهُ « يَقُولُ اللَّهُ شتمني ابْنُ آدَمَ وَمَا ينبغي لَهُ أَنْ يشتمني ، وتكذبني وَمَا ينبغي لَهُ ، أَمَّا شَتْمُهُ فَقَوْلُهُ إِنَّ لي وَلَدًا . وَأَمَّا تَكْذِيبُهُ فَقَوْلُهُ لَيْسَ يعيدني كَمَا بدأني » .
إنهم يشتمون الله رب العالمين يا د.غزلان
فكيف طاوعك قلبُك ولسانُك أن تهنّئهم على هذا الشتم يا دكتور ؟؟
إنهم يؤمنون أن الله مات على الصليب بل ويعترفون بذلك

 

ألا قبّح اللهُ سياسةً لا يكون كتابُ الله حاكما فيها
ألا قبّح اللهُ سياسةً لا تسير على سنة رسوله صلى الله عليه وسلم
ألا قبّح الله سياسة تجعلني أتنازل عن ديني وثوابتي
ألا قبّح الله سياسة تجعلني أبيع ديني بدنيا غيري.
كتبه

أبو عمر الباحث

الرابع من صفر 1433

الموافق 29-12-2011

4 تعليقات

  1. جزاك الله خيرآ أخي الكريم وجعل الله ما تفعله في ميزان حسناتك…

اترك ردّاً