قناة مكافح الشبهات . أبو عمر الباحث
نسف أكاذيب الشيعة الرافضة حول أصحاب الرسول
صلى الله عليه وسلم
ما هي الشجرة الملعونة في القرآن ؟؟
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه:
وبعد:
هذه سلسلةُ ردودٍ علميةٍ على شبهات الرافضة حول أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم.
قالوا كيف تحبون “بني أمية” مع أن القرآن الكريم سَمَّـاهم بـ الشجرة الملعونة ؟
واستدلوا بما رواه الطبري في تفسيره, قال:
{ حُدِّثْتُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ زِبَالَةَ، قَالَ: ثنا عَبْدُ الْمُهَيْمِنِ بْنُ عَبَّاسِ بْنِ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ، قَالَ: ثني أَبِي، عَنْ جَدِّي، قَالَ: ” رَأَى رَسُولُ اللَّهِ بَنِي فُلانٍ يَنْزُونَ عَلَى مِنْبَرِهِ نَزْوَ الْقِرَدَةِ، فَسَاءَهُ ذَلِكَ، فَمَـا اسْتَجْمَعَ ضَاحِكًا حَتَّى مَاتَ. قَالَ: وَأَنْزَلَ اللَّهُ فِي ذَلِكَ: ” وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلا فِتْنَةً لِلنَّاسِ“ الآيَةَ}.(1)
وهذا الكلام سمعته من المدعو “حسن الله ياري” الرافضي!
وللرد على هذا الافتراء أقول:
أولًا: الرواية غير صحيحة:
ففي سَنَدِهَا ثلاث عِلَلٍ ظاهرة لا تَخفَى على أحد.
والمسلمون لا يقبلون في دينهم إلا حديثاً تجتمع فيه شروط قبول الرواية بقسميه الصحيح والحسن، ويجب أن ينطبق على الحديث الصحيح شروطٌ خمس وهي:
اتصال السند.
عدالة الرواة.
ضبط الرواة.
انتفاء الشذوذ.
انتفاء العلة.
قال أبو عمرو بن الصلاح :{ أَمَّا الْحَدِيثُ الصّحِيحُ: فَهُوَ الْحَدِيثُ الْمُسْنَدُ الّذِي يَتَّصِلُ إِسْنَادُهُ بِنَقْلِ الْعَدْلِ الضَّابِطِ عَنِ الْعَدْلِ الضَّابِطِ إِلَى مُنْتَهَاهُ ، وَلَا يَكُونُ شَاذًّا ، وَلا مُعَلًّلا }.(2)
عِلَلُ الرواية:
العلة الأولى: محمد بن الحسن بن زبالة.
قال الإمام الذهبي:
{ محمد بن الحسن بن زبالة المخزومي المدني
قال أبو داود: كذاب.
وقال يحيى بن مَعِين: ليس بثقة.
وقال النسائيُّ والأزديُّ: متروك.
وقال أبو حاتم: واهي الحديث.
وقال الدارقطني وغيره: منكر الحديث }.(3)
العلة الثانية: عبد المهيمن بن عباس بن سهل.
قال الإمام ابن حجر العسقلاني:
{ عبد المهيمن بن عباس بن سهل:
قال البخاريُّ: منكر الحديث.
وقال النسائيُّ: ليس بثقة.
قلتُ: وقال ابنُ حِبان لما فحش الوهم في روايته؛ بَطَلَ الاحتجاجُ به.
وقال عليُّ بنُ الجنيد: ضعيف الحديث.
وقال النسائيُّ في مَوْضِعٍ آخَر: متروك الحديث.
وقال أبو حاتم: مُنْكَرُ الحديث.
وقال الساجيُّ: عنده نسخة عن أبيه عن جده فيها مناكير.
وقال الحربيُّ: غيره أوثق منه.
وذَكَرَهُ ابنُ البرقيِّ في طبقة مَنْ كان الأغلب على روايته الضعف.
وقال الدَّارقُطْنِيُّ: ليس بالقوي, وقال مَرَّةً: ضعيف }.(4)
العلة الثالثة: الانقطاع بين الإمام الطبري وبين بن زبالة لقول الطبري: { حُدِّثْتُ }.
فالإمام الطبري مولود سنة 224 هـ, ومحمد بن الحسن بن زبالة متوفَّى سنة 199هـ.
ولو فرضنا أنَّ الإمام الطبريَّ بَدَأَ في سَمَاع الْعِلْمِ وهو في العاشرة من عمره.
فيكون بينهما من الانقطاع ما يصل إلى 35 عاما على الأقل !
ثانيًا: تضعيف العلماء للرواية:
قال الإمام ابن كثير:
{ وهذا السند ضعيفٌ جدًا؛ فإنَّ محمد بن الحسن بن زَبَالة متروك، وشيخُه أيضًا ضعيف بالكلية }.(5)
وتابعه على قوله الإمامُ الشوكانيُّ في كتابه فتح القدير.(6)
وعليه فالرواية ضعيفة السند جِدًّا ومُنكرة, ولا يجوز لِأَحَدٍ أنْ يحتج بها علينا.
ثانيًا: على فرض صحة الرواية:
أقول أنَّ هذه الرواية على فرض صِحتها فهي لا تخدم كلام هذا المدَّعِي إطلاقًا, إِذْ لم تصرح الرواية باسم “بني أُمَيَّةَ” إطلاقًا, بل قالت الرواية: “بني فلان”.!
فطالما أن الرواية قالت “بني فلان” فكيف نجعلها على “بني أمية” ؟؟
ثالثًا: روايات أخرى:
واستدلوا كذلك بما رواه البيهقي, قال:
{ أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ الْفَقِيهُ أَخْبَرَنَا أَبُو عُثْمَانَ الْبَصْرِيُّ وَالْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ قَوْهِيَارَ قَالا: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ، أَخْبَرَنَا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدِ بْنِ جُدْعَانَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، قَالَ: رَأَى النَّبِيُّ بَنِي أُمَيَّةَ عَلَى مِنْبَرِهِ فَسَاءَهُ ذَلِكَ، فَأُوحِيَ إِلَيْهِ إِنَّمَا هِيَ دُنْيَا أُعْطُوهَا، فَقَرَّتْ عَيْنُهُ ، وَهِيَ قَوْلُهُ تَعَالَى: وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلا فِتْنَةً لِلنَّاسِ، يَعْنِي بَلاءً لِلنَّاسِ }.(7)
وأقول: هذا إسناد ضعيف فيه علتان:
علل الرواية:
العلة الأولى: عليُّ بْنُ زَيْد بن جُدْعَان.
قال الإمام الذهبي:
{ عَلِيُّ بنُ زَيْدِ بنِ جُدْعَانَ التَّيْمِيُّ
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ، وَأَبُو حَاتِمٍ: لَيْسَ بِقَوِيٍّ.
وَقَالَ البُخَارِيُّ، وَغَيْرُهُ: لاَ يُحْتَجُّ بِهِ.
وَقَالَ ابْنُ خُزَيْمَةَ: لاَ أَحْتَجُّ بِهِ؛ لِسُوْءِ حِفْظِهِ.
وَقَالَ التِّرْمِذِيُّ: صَدُوْقٌ، وَكَانَ ابْنُ عُيَيْنَةَ يُلَيِّنُهُ.
وَقَالَ شُعْبَةُ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بنُ زَيْدٍ – وَكَانَ رَفَّاعاً, وَقَالَ مَرَّةً: حَدَّثَنَا قَبْلَ أَنْ يَخْتَلِطَ.
وَقَالَ حَمَّادُ بنُ زَيْدٍ: أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بنُ زَيْدٍ وَكَانَ يَقْلِبُ الأَحَادِيْثَ.
وَقَالَ الفَلاَّسُ: كَانَ يَحْيَى بنُ سَعِيْدٍ يَتَّقِيْهِ.
وَقَالَ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ: ضَعِيْفٌ.
وَرَوَى: عَبَّاسٌ، عَنْ يَحْيَى: لَيْسَ بِشَيْءٍ }.(8)
العلة الثانية: سعيد بن المسيب لم يسمع من النبي صلى الله عليه وسلم، ولم يره.
قال الإمامُ أبو حاتم بن حبان:
{ سعيد بن المسيب بن حزن بن أبى وهب المخزومي أبو محمد القرشي.
كان مولده لسنتين مضتا من خلافة عمر بن الخطاب.
وكان من سادات التابعين فِقْهًا وَوَرَعًا وعبادة وفضلا وزهادة وعلما.
وقد قيل أنه كان فيمن أصلح بين عُثمانَ وعليًّ مات سنة ثلاثٍ وتسعين }.(9)
وقد قيل أنَّ مَرَاسيل سعيد بن المسيب رحمه الله من أصح المراسيل, ولكن تبقى قواعد علم الحديث لا تستثني أحدًا, ليظلَّ هذا الدينُ قويًا شامخًا, لا ثَغْرةَ ولا مَطْعَنَ لأحد فيه.
وعلى القول بأنَّ مُرْسَلَ سعيد صحيح, فأين سيذهبون من تضعيف علي بن زيد بن جدعان ؟؟
وبناءً نقول أن هذه الرواية ضعيفة.
تضعيف العلماء للرواية:
قال الإمامُ ابن كثير:
{ علي بن زيد بن جدعان ضعيف، والحديث مُرسَل أيضًا}.(10)
قال الإمامُ أبو الفرج ابنُ الجوزي:
{ رواه علي بن زيد بن جدعان عن سعيد بن المسيب ، وإِنْ كَانَ مِثْلُ هَذَا لَا يَصِحُّ ، ولكن قد ذكره عامة المفسرين }.(11)
رواية أخرى:
واستدلوا كذلك بما رواه الجورقاني, قال:
{ أخبرنا شيرويه بن شهردار، أخبرنا أبو القاسم نصر بن محمد بن علي المؤذن، قال: حدثنا أبو بكر محمد بن إبراهيم الريحاني، قال: حدثنا أبو الحسين علي بن سليمان السراج، قال: حدثنا أبو محمد عبد الرحمن بن أحمد بن عباد، قال: حدثنا عبد العزيز بن منيب، قال: حدثنا محمد بن أبي خلف، قال: حدثنا سعيد، قال: حدثنا زكريا بن عبد الله بن يزيد الأصبهاني، قال: حدثنا عمر بن عبد الله بن يعلى الثقفي، عن أبيه، عن جده، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا رأيتم بني أمية على منابر الأرض، وسيملكونكم، فتجدونهم أرباب سُوْءٍ بَعْدِي، لا يناوئهم أحدٌ إلا نَطَحُوهُ، فانتظروا بهم تختلف أسيافهم، فإذا اختلفت أسيافهم فلا يرتدوا على أعقابها، لا يرتقون فتقا إلا فتق الله عليهم أشد منه حتى يخرج مهديا» ، قال: فاهتم رسول الله صلى الله عليه وسلم لرؤيا أوري في المنام، فأنزل الله تعالى: {وما جعلنا الرؤيا التي أريناك} [الإسراء: 60] ، إلا ليعمهوا، قرأ عبد الله الآية }.(12)
وأقول أنَّ هذه الرواية ضعيفة منكرة, ويكفي في إثبات ذلك أن راويها الإمام الجورقاني نفسه حَكَمَ بهذا في ذيل الرواية إذْ يقول:
{ هذا حديث باطل، تفرد به عمر بن عبد الله بن يعلى الثقفي، وهو منكر الحديث.
قال عبدُ الله بنُ أحمد بن حنبل: قال أبي: عمر بن عبد الله بن يعلى بن مرة ضعيف الحديث.
وقال عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي: سألت أبي، عن عمر بن عبد الله بن يعلى بن مرة الثقفي؟ فقال: هو ضعيف الحديث، مُنْـكر الحديث.
وسئل أبو زرعة، عن عمر بن عبد الله بن يَعْلَى، فقال: ليس بقوي، فقيل له: فما حاله؟ فقال: أسأل الله السلامة }.(13)
رواية أخرى:
واستدلوا كذلك بما ذكره السيوطي, قال:
{ وأخرج ابن مردويه ، عن الحسين بن علي رضي الله عنهما – أن رسول الله صلى الله عليه وسلم – أصبح وهو مهموم ، فقيل : مالك يا رسول الله؟ فقال : « إني رأيتُ في المنام كأنَّ بني أمية يتعاورون منبري هذا » فقيل : يا رسول الله ، لا تهتم؛ فإنها دنيا تنالهم . فأنزل الله: ” وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس ” }.(14)
قلت: الإمامُ ابنُ حَجَر العسقلاني وغيرُه مِن العلماء قد حَكَمُوا على الرواية بالضعف.!
قال الإمامُ ابنُ حَجَر العَسْقَلَاني:
{ فَرَوَى ابن مَرْدَوَيْهِ مِنْ حَدِيثِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ رَفْعَهُ: إِنِّي أُرِيتُ كَأَنَّ بَنِي أُمَيَّةَ يَتَعَاوَرُونَ مِنْبَرِي هَذَا فَقِيلَ هِيَ دُنْيَا تَنَالُهُمْ وَنَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَة، وَأخرجه بن أَبِي حَاتِمٍ مِنْ حَدِيثِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ وَمِنْ حَدِيثِ يَعْلَى بْنِ مُرَّةَ، وَمِنْ مُرْسَلِ بن الْـمُسَيَّبِ نَحْوَهُ، وَأَسَانِيدُ الْكُلِّ ضَعِيفَةٌ }.(15)
رابعًا: التفسير الصحيح للآية الكريمة:
يقول الله تبارك وتعالى:
)وَإِذْ قُلْنَا لَكَ إِنَّ رَبَّكَ أَحَاطَ بِالنَّاسِ, وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلَّا فِتْنَةً لِلنَّاسِ وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآَنِ, وَنُخَوِّفُهُمْ فَمَا يَزِيدُهُمْ إِلَّا طُغْيَانًا كَبِيرًا(.(سورة الإسراء – 60)
روى الإمام البخاري في صحيحه قال:
{ حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ حَدَّثَنَا عَمْرٌو عَنْ عِكْرِمَةَ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَـا فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: { وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلَّا فِتْنَةً لِلنَّاسِ }. قَالَ: هِيَ رُؤْيَا عَيْنٍ أُرِيَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِهِ إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ، قَالَ: { وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآنِ } قَالَ: هِيَ شَجَرَةُ الزَّقُّومِ }.(16)
فهذا عبد الله عباس حبر الأمة وترجمان القرآن يفسر الشجرة الملعونة بشجرة الزقوم !
فماذا بقي للرافضة بعد هذا ؟؟ !!
ألا لعنة الله على الظالمين.
خامسًا: أقوال العلماء والمفسرين:
قال الإمام الطبري:
{ وأولى الأقوال في ذلك بالصواب، قول مَنْ قال: عَنَى به رؤيا رسول الله صلى الله عليه وسلم ما رأى من الآيات والعِبَر في طريقه إلى بيت المقدس، وبيت المقدس ليلةَ أُسري به، وقد ذكرنا بعض ذلك في أوَّل هذه السورة.
وإنما قُلنا ذلك أولى بالصواب، لإجماع الحجة من أهل التأويل على أن هذه الآية إنما نزلت في ذلك،
وإياه عنى اللهُ عَّز وجلَّ بها، فإذا كان ذلك كذلك، فتأويل الكلام: وما جعلنا رؤياك التي أريناك ليلة أسرينا بك من مكة إلى بيت المقدس، إلا فتنة للناس: يقول: إلا بلاء للناس الذين ارتدّوا عن الإسلام، لمَّا أُخبروا بالرؤيا التي رآها، عليه الصلاة والسلام وللمشركين من أهل مكة الذين ازدادوا بسماعهم ذلك من رسول الله صلى الله عليه وسلم تماديا في غيهم، وكفرا إلى كفرهم }.(17)
ثم قال الإمام الطبري:
{ وأولى القولين في ذلك بالصواب عندنا قول مَن قال: عَنَى بها شجرة الزقوم، لإجماع الحجة من أهل التأويل على ذلك، ونُصِبَتْ الشجرةُ الملعونةُ عطفًا بها على الرؤيا. فتأويل الكلام إذن: وما جعلنا الرؤيا التي أريناك، والشجرة الملعونة في القرآن إلا فتنة للناس، فكانت فتنتهم في الرؤيا ما ذكرت من ارتداد من ارتدّ، وتمادِي أهل الشرك في شركهم، حين أخبرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بما أراه الله في مسيره إلى بيت المقدس ليلة أُسري به، وكانت فتنهم في الشجرة الملعونة ما ذكرنا من قول أبي جهل والمشركين معه: يخبرنا محمد أن في النار شجرة نابتة، والنار تأكل الشجر فكيف تنبت فيها ؟}.(18)
فهذا الإمام الطبريُّ ينقل إجماع أهل العلم على تفسير الشجرة الملعونة بأنَّها شجرة الزقوم.!!
فأيُّ دِينٍ هذا الذي يؤمن به هؤلاء الرافضة، وَمَنْ نَهَجَ نَهْجَهُم ؟؟!!
قال الإمامُ ابنُ كثير:
{ وأما “الشجرة الملعونة“، فهي شجرة الزقوم، كما أخبرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه رأى الجنة والنار، ورأى شجرة الزقوم، فكذبوا بذلك حتى قال أبو جهل لعنه الله بقوله: هاتوا لنا تمرًا وزبدًا، وجعل يأكل هذا بهذا ويقول: تَزَقَّموا، فلا نعلم الزقوم غيرَ هذا.
حكى ذلك ابنُ عباس، ومسروق، وأبو مالك، والحسن البصري، وغيرُ واحد، وكلُ من قال: إنها ليلة الإسراء، فَسَّرَهُ كذلك بشجرة الزقوم.
وقد قيل: المراد بالشجرة الملعونة: بنو أمية. وهو غريب ضعيف }.(19)
قال الإمامُ البَغَوِي:
{ “وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآنِ” يَعْنِي شَجَرَةَ الزَّقُّومِ }.(20)
قال الإمامانِ الجلالانِ:
{ أَرَيْنَاك” عِيَانًا لَيْلَة الْإِسْرَاء “إلَّا فِتْنَة لِلنَّاسِ” أَهْل مَكَّة إذْ كَذَّبُوا بِهَا وَارْتَدَّ بَعْضهمْ لَمَّا أَخْبَرَهُمْ بِهَا “وَالشَّجَرَة الْمَلْعُونَة فِي الْقُرْآن” وَهِيَ الزَّقُّوم الَّتِي تَنْبُت فِي أَصْل الْجَحِيم جَعَلْنَاهَا فِتْنَة لَهُمْ إذْ قَالُوا : النَّار تُحْرِق الشَّجَر فَكَيْفَ تُنْبِتهُ ؟! }.(21)
قال الإمامُ الشوكاني:
{ قال جمهورُ الـمُفَسِّرين : وهي شجرة الزقوم.. }.(22)
وبهذا نكون قد أثبتنا أن كلام هذا الـمُدَّعِي باطلٌ، ولا أساسَ له من الصحة.
ونكون قد أثبتنا كذب وافتراء وجهل الرافضي المدعو حسن الله ياري !
ألا لعنة الله على الكاذبين والمبطلين !
سادسًا: لماذا كُلُّ هَذَا الحِقْدِ عَلَى بَنِي أُمَيَّةَ ؟
أقول أنَّ مَنْ يُطَالِعُ كُتُبَ التاريخ يعلم جيدًا أن انتشار رقعة الإسلام إنما اتسعت في عهد بني أمية.
ولما كان مشروع الرافضة هو هدم دين الإسلام الصحيح النقي وتشويهه, فكان لابد لهم أن يهاجموا كلَّ مَنْ كان سَبَبًا في انتشار الإسلام في كل مكان, وهذا هو سبب حقدهم على بني أمية.
قال الإمامُ ابنُ كثير:
{ فكان سوق الجهاد قائمًـا في القرن الأول من بعد الهجرة إلى انقضاء دولة بني أمية، وفي أثناء خلافة بني العباس، مثل أيام المنصور وأولاده، والرشيد وأولاده، في بلاد الروم والترك والهند، وقد فتح محمود سُبِكْتَكِيْن وولده في أيام ملكهم بلادا كثيرة من بلاد الهند، ولما دخل طائفة ممن هرب من بني أمية، إلى بلاد المغرب وتملَّكوها، أقاموا سوق الجهاد في الفرنج بها }.(23)
مراجع البحـث:
(1) جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام محمد بن جرير الطبري ج14 ص646، ط دار هجر – الجيزة.
(2) علوم الحديث للإمام أبي عمرو بن الصلاح ص11، ط دار الفكر المعاصر – لبنان ، دار الفكر – سوريا ، ت: نور الدين عنتر .
(3) ميزان الاعتدال في نقد الرجال للإمام شمس الدين الذهبي ج6 ص108، ط دار الكتب العلمية – بيروت .
(4) تهذيب التهذيب للإمام ابن حجر العسقلاني ج6 ص377، ط دار الكتب العلمية – بيروت، ت: مصطفى عبد القادر عطا.
(5) تفسير القرآن العظيم للإمام ابن كثير ج5 ص92، ط دار طيبة – الرياض، ت: سامي بن محمد السلامة.
(6) فتح القدير للإمام محمد بن علي الشوكاني ج3 ص333، ط دار الوفاء ، ت: د/عبد الرحمن عميرة.
(7) دلائل النبوة للإمام أبي بكر البيهقي ج6 ص509، ط دار الكتب العلمية – بيروت، ت: عبد المعطي قلعجي.
(8) سير أعلام النبلاء للإمام شمس الدين الذهبي ج5 ص207، ط مؤسسة الرسالة – بيروت، ت: شعيب الأرنؤوط.
(9) مشاهير علماء الأمصار للإمام أبي حاتم بن حبان ص105، ط دار الوفاء – المنصورة، ت: مجدي بن منصور بن سيد الشورى.
(10) البداية والنهاية للإمام ابن كثير ج9 ص270، ط دار هجر- الجيزة، ت: عبد الله بن عبد المحسن التركي.
(11) زاد المسير في علم التفسير للإمام ابن الجوزي ج5 ص54، ط المكتب الإسلامي – الرياض.
(12) الأباطيل والمناكير للإمام الجورقاني ج1 ص413، ط دار الصميعي – الرياض، ت: د/عبد الرحمن بن عبد الجبار الفريوائي.
(13) الأباطيل والمناكير للإمام الجورقاني ج1 ص414، ط دار الصميعي – الرياض، ت: د/عبد الرحمن بن عبد الجبار الفريوائي.
(14) الدُر المنثور في التفسير بالمأثور للإمام جلال الدين السيوطي ج9 ص391، ط دار هجر – الجيزة، ت: عبد الله التركي.
(15) فتح الباري بشرح صحيح البخاري للإمام ابن حجر العسقلاني ج10 ص298، ط دار طيبة – الرياض، ت: نَظَر بن محمد الفَاريابي.
(16) صحيح البخاري للإمام محمد بن إسماعيل البخاري ص952 ح3888 ، ط دار ابن كثير- بيروت.
(17) جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام محمد بن جرير الطبري ج14 ص646، ط دار هجر – الجيزة.
(18) جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام محمد بن جرير الطبري ج14 ص652، ط دار هجر – الجيزة.
(19) تفسير القرآن العظيم للإمام ابن كثير ج5 ص92، ط دار طيبة – الرياض، ت: سامي بن محمد السلامة.
(20) معالم التنزيل للإمام البغوي ج5 ص103، ط دار طيبة – الرياض، ت: محمد عبد الله النمر، عثمان ضميرية، سليمان الحرش.
(21) تفسير الجلالين للإمامين جلال الدين المحلي وجلال الدين السيوطي ص288، ط دار ابن كثير – بيروت.
(22) فتح القدير للإمام محمد بن علي الشوكاني ج3 ص333، ط دار الوفاء ، ت: د/عبد الرحمن عميرة.
(23) البداية والنهاية للإمام ابن كثير ج9 ص255، ط دار ابن كثير- بيروت، ت:محيي الدين ديب مستو، علي أبو زيد أبو زيد.
تمت بحمد الله
كتبه أبو عمر الباحث
غفر الله له ولوالديه