هل يقول علماء الإسلام بعقائد النصارى ؟!

 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

هذا رد على سؤال طويل جاءني على قناة مكافح الشبهات على اليوتيوب.

ورأيت أن أضع الجواب هنا ليستفيد منه الجميع إذا شاؤوا أن يبحثوا عن الرد على هذه الأكاذيب الوارد ذِكرُها في نص السؤال, وإليكم نصه، والجواب باختصار عما فيه:

—————-

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته بارك الله فيكم لما تفعلونه و انا من المتبعين لديكم اريد أن اسأل سؤال و اريد منه الاجابة جزاكم الله خيراا

وجدت في منتدى مسيحي يقولون عن اراء بعض اقوال علماء المسلمين في عيسى عليه السلام – آراء بعض العلماء غير المسيحيين :

قال الشيخ أبو الفضل القرشي عن المسيح في هامشه على تفسير البيضاوي جزء 2 صفحة 112: “يمكن يكون المراد أن اللاهوت ظهر في المسيح، وهذا لا يستلزم الكفر، وأنه لا إله إلا الله “.

وقال الإمام أحمد بن حائط “المسيح تذرع الجسد الجسماني، وهو الكلمة القديمة كما قال النصارى”.

وقال أيضاً “المسيح هو الذي يحاسب الخلق في الآخرة”.

وجاء في كتاب “البداية والنهاية” جزء 2 صفحة 100 أنه عندما زارت العذراء مريم امرأة زكريا الكاهن قالت هذه لها “وجدت ما في بطني يسجد لما في بطنك”. وقال المرحوم الأستاذ عباس محمود العقاد في كتابه “الله” صفحة 159 “جاء السيد المسيح بصورة جميلة للذات الإلهية”. وصورة الذات الإلهية لا يمكن أن يأتي بها إلا من هو الله نفسه. وقد جاء في الكتاب المقدس أن المسيح “صُورَةُ اللهِ” (2كورنثوس 4: 4، كولوسي 1: 15).

وقال الإمام الغزالي: “إن كلمة مطاع الوارد ذكرها في الآية “مطاع ثم آمين” يراد بها موجود غير الذات الإلهية المنـزهة، وهو يحرك الأفلاك، ويدبر الكون، وعن طريقه يتوصل العبد إلى معرفة الموجود المنـزه عن كل ما أدركه البصر والبصيرة وهذا الموجود ليس هو الله، ولكنه أيضاً ليس شيئاً غير الله. بل إن نسبته إلى الله هى نسبة الشمس إلى النور المحض. وهو أيضاً العقل الإلهي الظاهر أثره في الوجود، والذي به يتلقى الإنسان الوحي والإلهام”. ومعنى هذه الأقوال أن “المطاع” هو “الله متجلياً”، الأمر الذي ينطبق على أقنوم “الكلمة” الذي أعلن الله، وهو يحرك الأفلاك ويدير الكون.

وقال الشيخ محيى الدين العربي: “القطب هو الأصل الذي يستمد منه كل علم إلهي. وهو عماد السماء الذي يدبر الأمر في كل عصر. ويدعي حقيقة الحقائق، ويدعي العقل الأول أو الروح الأعظم. وهو باطن الألوهية، والألوهية ظاهره، وهو الحق أو الله متجلياً لا في زمان أو مكان معين. وهو العقل الإلهي الذي هو عين الذات لا غيره. وهو أول تجل للحق بعد مرتبة التنـزيه المطلق. وأول صورة ظهر فيها الحق وخاطب نفسه. وهو لا يقبل التعريف أو التحديد. وهو العلم الإلهي بمعنى أنه العلم والعالم والمعلوم. وهو كمال محض. وتعزى إليه قوة الخلق والتدبير”. وقال أيضاً “الكلمة هي الله متجلياً لا في زمان معين أو مكان. وإنها عين الذات الإلهية لا غيرها”. وكيفما كان قصد الشيخ العربي من كلمة “القطب” فانه استساغ بفلسفته أن يسند إليه كل هذه الأوصاف ولا يقول أحد أنه كفر. أما نحن المسيحيين فنجد كل هذا في الكتاب المقدس مسنداً إلى المسيح الذي هو الكلمة وهو خالق كل الأشياء، وهو الذي يدبر الأمر في كل عصر، وهو الله متجلياً. وهو عين الذات الإلهية لا غيره. وهو كمال محض، وهو الذي به تتصل بالله. أهـ 

بحثت من خلال هذه المصادر في الانترنت و لم اجد اين قالوا هذه الاقوال حتى الكتب لم استطع تحميلهم في انتظار الاجابة بارك الله فيكم

—————-

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:

بارك الله فيكم أخي الكريم.

وبخصوص ما نقلتَه عن منتديات النصارى فإن أغلبه محض أكاذيب وأفائك وترهات، وبعضه روايات ضعيفة لا تثبت سندًا ولا متنًا !

وسأضرب لك بعض الأمثلة:

1. يقولون: 

[ قال الشيخ أبو الفضل القرشي عن المسيح في هامشه على تفسير البيضاوي جزء 2 صفحة 112: “يمكن يكون المراد أن اللاهوت ظهر في المسيح، وهذا لا يستلزم الكفر، وأنه لا إله إلا الله “. ]

الجواب:

فمن هو الشيخ أبو الفضل القرشي هذا ؟ وما هو اسم كتابه ؟

فلا يوجد كتاب اسمه هامش على تفسير البيضاوي، ولا أحد حسب علمي يعرف هذا الشيخ القرشي المجهول.

والخلاصة أن هذا الاقتباس بالكامل من تأليف القمص العجوز الكذاب زكريا بطرس، ولا وجود – حسب علمي – لهذا الاقتباس البتة .

2. يقولون: 

[ وقال الإمام أحمد بن حائط “المسيح تذرع الجسد الجسماني، وهو الكلمة القديمة كما قال النصارى”. وقال أيضاً “المسيح هو الذي يحاسب الخلق في الآخرة”. ]

الجواب:

أن أحمد بن حائط هذا ليس إماما من أئمة المسلمين ولا عالِمًا من علمائهم، بل هو مجرد شخص مريض القلب والعقل ضال منحرف يزعم أن الكون له إلهان، إله للقديم، وإله للجديد !!

ولذلك لن تجد له مؤلفات متداولة بين المسلمين كما هو حال الأئمة والعلماء المشهود لهم بالعلم والفضل، كما أنك لم تجد أقوالا مبثوثة له في الكتاب كما هو حال الأئمة، كما أنه ليس له تلاميذ معروفون كبقية العلماء والأئمة.

فانظر كيف يزيف النصارى حال الرجل وجعلوه إماما من أئمة المسلمين !!

كما أنه لم يقل هذا الكلام المقتبس نصا، بل زَيَّفَ النَّصارى كلامَه ووضعوا عليه لمساتهم الفنية الغريبة العجيبة المريبة !!

وهذا نص كلامه: [المسيح تذرع جسدا، وكان قبل التذرع عقلا ].

وهذا الاقتباس نقلته من كتاب الفَرْق بين الفِرَق وبيان الفرقة الناجية للإمام عبد القاهر البغدادي ص261 طبعة دار الآفاق الجديدة – بيروت.

وهناك فرق واضح بين النَّصِّ الأول الـمُحَرَّف وبين نَصِّ كلامه الثاني.

فالمسيح ليس كلمة الله القديمة، بل هو كلمة جديدة مستحدثة، أي أنه خُلِقَ لما أمر الله بخلقه من مريم عليها السلام.

وأحمد بن حائط هذا قال أن المسيح كان عقلا، وليس أنه كلمة الله القديمة.

وكفى بهذا التحريف دليلا للعقلاء والنبهاء على تحريف النصارى لكلام هؤلاء المنحرفين عن العقيدة الإسلاميَّة الصحيحة.

3. يقولون:

[وجاء في كتاب “البداية والنهاية” جزء 2 صفحة 100 أنه عندما زارت العذراء مريم امرأة زكريا الكاهن قالت هذه لها “وجدت ما في بطني يسجد لما في بطنك”. ]

الجواب:

أن هذه رواية من روايات بني إسرائيل، ليس لها سند صحيح إلى نبينا صلى الله عليه وسلم.

ونحن كمسلمين لا نقبل إلا ما صَحَّ عن نَبِيِّنَا محمد عليه الصلاة والسلام.

وهذه الرواية ينقلها الإمام ابن كثير من تفسير الإمام ابن أبي حاتم، وهذا نص كلامه:

{ قَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ قَالَ: قُرِئَ عَلَى الْحَارِثِ بْنِ مِسْكِينٍ وَأَنَا أَسْمَعُ، قَالَ أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْقَاسِمِ قَالَ: قَالَ مَالِكٌ رَحِمَهُ اللَّهُ: بَلَغَنِي أَنَّ عيسى ابن مريم ويحيى بن زكريا عليهما السلام ابْنَا خَالَةٍ …. }.

فالإمام مالك يقول: { بلغني }، وهذا المصطلح من ألفاظ الانقطاع في الروايات، فهو لا يصح.

فهل الإمام مالك بن أنس رحمه الله يُوحَى إليه ؟

الجواب: لا.

هل ذكر لنا الإمام مالك سَنَدًا مُتَّصِلًا بذلك إلى النَّبِيِّ صَلَّى الله عليه وسلم ؟!!

الجواب: لا.

فأي شيء بقي للنصارى أصحاب هذه الأكاذيب ؟!!

ثم إن القوم لتحريفهم وتزويرهم الذي لا ينتهي حذفوا كلام الإمام ابن كثير الذي يكشف فيه خيبتهم ويفضح فيه فريتهم، إذْ يقول: { وَمَعْنَى السُّجُودِ هَاهُنَا، الْخُضُوعُ وَالتَّعْظِيمُ، كَالسُّجُودِ عِنْدَ الْمُوَاجَهَةِ لِلسَّلَامِ، كَمَا كَانَ فِي شَرْعِ مَنْ قَبْلَنَا، وَكَمَا أَمَرَ اللَّهُ الْمَلَائِكَةَ بِالسُّجُودِ لِآدَمَ }.

فعلى فرض صحة الرواية إلى النبي صلى الله وآله وسلم؛ فهذا السجود من سجود التكريم الذي كان معروفًا في الأمم السالفة، كما سجد أبوا سيدِنا يوسف عليه السلام له، كما قال سبحانه وتعالى في شأن نبيه يوسف : { ورفع أبويه على العرش وخروا له سُجَّدًا }. ففي هذا الآية يخبرنا ربنا سبحانه وتعالى بسجود أبوي يوسف وإخوته له لما عرفوا أنه يوسف.

ثم إن القوم تركوا الصريح من كتاب الله عز وجل لأنه لا يخدم فريتهم، مع أنه يصرح بهدم دينهم مثل قول المسيح:

{ إني عَبدُ الله }، وقوله تعالى { ما المسيح بن مريم إلا رَسْولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِه الرُّسُلُ }.

بل يوجد لدينا سؤال صريح من الله سبحانه وتعالى قال له فيه: { وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِنْ كُنْتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلَا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ }. سورة المائدة آية (116).

بل ويوجد في القرآن الكريم كلام صريح للمسيح يقول فيه لقومه: { … وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ ُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ }.  سورة المائدة آية (72).

وهذا صريح واضح في ضلالهم وكفرهم وطغيانهم.

وذهب القوم لآيات أخرى أرادوا تحريف معناها لتتوافق مع معتقداتهم الباطلة، أو يخترعون أقوالا ليس من ديننا أصلا !!

أو يأتون بأقوال لأهل الباطل والضلال والزندقة فزعموا أنَّ أصحابها أئمةٌ وعلماء.

4. يقولون:

[وقال المرحوم الأستاذ عباس محمود العقاد في كتابه “الله” صفحة 159 “جاء السيد المسيح بصورة جميلة للذات الإلهية”. وصورة الذات الإلهية لا يمكن أن يأتي بها إلا من هو الله نفسه. وقد جاء في الكتاب المقدس أن المسيح “صُورَةُ اللهِ” (2كورنثوس 4: 4، كولوسي 1: 15. ]

الجواب:

أما قوله [جاء السيد المسيح بصورة جميلة للذات الإلهية]. فهذا صحيح.

فقد جاء في صفحة رقم 161 كما هو واضح أمامك في الصورة التالية:

clip_image002

فالعقاد يريد أن يقول أن المسيح جاء بصورة جميلة عن ذات الله سبحانه وتعالى، أي تكلم بشكل حسن عن الله وصفاته وأفعاله, ولم يقل المسيح شيئا يسيء إلى ذات الله كما جاء في كتب النصارى المحرفة, وليس المقصود أن المسيح نفسه هو الذي جاء في صورة الله كما يحاول صاحب الاقتباس المحرف إيهام الناس !

أما بقية كلامه واستنتاجه فهو محض تدليس وكذب وافتراء على العقاد.

ولكن النصارى لم يتركوا كلام العقاد على حاله، بل حرفوه وَزَوَّرُوهُ ليتناسَبَ مع عقيدتهم الباطلة، وهذا ليس بمستغرب مع قوم حَرَّفُوا كتابَهم الذي يعتقدون قدسيته ليتوافق مع أهوائهم ووثنيهم، فليس لديهم ما يمنع أن يقوموا بتحريف كتب غيرهم لتتوافق مع ضلالاتهم وخزعبلاتهم.

5. يقولون:

[ وقال الإمام الغزالي: “إن كلمة مطاع الوارد ذكرها في الآية “مطاع ثم آمين” يراد بها موجود غير الذات الإلهية المنـزهة، وهو يحرك الأفلاك، ويدبر الكون، وعن طريقه يتوصل العبد إلى معرفة الموجود المنـزه عن كل ما أدركه البصر والبصيرة وهذا الموجود ليس هو الله، ولكنه أيضاً ليس شيئاً غير الله. بل إن نسبته إلى الله هى نسبة الشمس إلى النور المحض. وهو أيضاً العقل الإلهي الظاهر أثره في الوجود، والذي به يتلقى الإنسان الوحي والإلهام”. ومعنى هذه الأقوال أن “المطاع” هو “الله متجلياً”، الأمر الذي ينطبق على أقنوم “الكلمة” الذي أعلن الله، وهو يحرك الأفلاك ويدير الكون ].

الجواب:

لم يذكر لنا صاحب هذه الاقتباسات الجهنمية أين قال الغزالي هذا الكلام !!

ورغم أن الغزالي القديم والجديد بريئان من هذا الكلام إلا أني سألزم النصارى بسياق هذه الآية الكريمة وما جاءت به من عند الله، فالآية تقول: { مُطَاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ * وَمَا صَاحِبُكُمْ بِمَجْنُونٍ * وَلَقَدْ رَآهُ بِالْأُفُقِ الْمُبِينِ * وَمَا هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بِضَنِينٍ * وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَيْطَانٍ رَجِيمٍ …}.

فأولا أقول: أن المقصود بقوله تعالى: { مُطَاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ } هو جبريل عليه السلام.

ثانيا: سياق هذه الآيات بحسب فهم النصارى واقتباسه الزائف أن هذا المطاع هو المسيح, والآيات تقول أن النبي محمدًا صلى الله عليه وسلم رآه بالأفق المبين، وتنفي الآيات أن يكون النبي صلى الله عليه وسلم لقي شيطانا كما زعم القمص الدجال زكريا بطرس في إحدى حلقاته من قبل.

فإن زعم النصارى أن هذه الآية تتحدث عن المسيح فيكونون بهذا قد زعموا أن المسيح شيطان بحسب افترائهم على نبينا عليه الصلاة والسلام أنه التقى في غار حراء بشيطان وليس بالملاك جبريل عليه السلام.

وإن زعموا أن هذه الآية تتحدث عن الله فيكون النبي صلى الله عليه وسلم مرسل من عند الله كما يقتضي سياق هذه الآيات الكريمة التي أراد النصارى تحريف معناها وسياقها.

وهذا مأزق حقيقي أوقع النصارى أنفسهم فيه.

ثم إن هذا الكلام الموجود في الاقتباس يناقض بعضه بعضا !!

فيقول: [ وهذا الموجود ليس هو الله، ولكنه أيضاً ليس شيئاً غير الله ].

وهذا يقوي إيماني ويقيني أن واضع هذا الكلام نصراني أحمق، فهذا التناقض الفج القبيح لا يصدر إلا من عقلية عبقرية نصرانية فذة !!

6. يقولون:

[ وقال الشيخ محيى الدين العربي: “القطب هو الأصل الذي يستمد منه كل علم إلهي. وهو عماد السماء الذي يدبر الأمر في كل عصر. ويدعي حقيقة الحقائق، ويدعي العقل الأول أو الروح الأعظم. وهو باطن الألوهية، والألوهية ظاهره، وهو الحق أو الله متجلياً لا في زمان أو مكان معين. وهو العقل الإلهي الذي هو عين الذات لا غيره. وهو أول تجل للحق بعد مرتبة التنـزيه المطلق. وأول صورة ظهر فيها الحق وخاطب نفسه. وهو لا يقبل التعريف أو التحديد. وهو العلم الإلهي بمعنى أنه العلم والعالم والمعلوم. وهو كمال محض. وتعزى إليه قوة الخلق والتدبير”.

وقال أيضاً “الكلمة هي الله متجلياً لا في زمان معين أو مكان. وإنها عين الذات الإلهية لا غيرها”. وكيفما كان قصد الشيخ العربي من كلمة “القطب” فانه استساغ بفلسفته أن يسند إليه كل هذه الأوصاف ولا يقول أحد أنه كفر. أما نحن المسيحيين فنجد كل هذا في الكتاب المقدس مسنداً إلى المسيح الذي هو الكلمة وهو خالق كل الأشياء، وهو الذي يدبر الأمر في كل عصر، وهو الله متجلياً. وهو عين الذات الإلهية لا غيره. وهو كمال محض، وهو الذي به تتصل بالله ].

والجواب:

أولا: أن صاحب هذا الاقتباس لم يخبرنا أين قال محيي الدين بن عربي هذا الكلام !

ثانيا: محيي الدين بن عربي هذا كَفَّرَهُ كثيرٌ من العلماء والأئمة لأنه يعتقد بعدة عقائد كفرية، منها عقيدة الاتحاد والحلول. أي الله يحلُّ في مخلوقاته !! تعالى الله عن قوله علو كبيرا !

فقد ساق الإمام الذهبي في ترجمة ابن عربي أقوالًا, منها قوله:
{ وَمِنْ أَرْدَإِ تَوَالِيفِهِ كِتَابُ (الفُصُوْصِ)، فَإِنْ كَانَ لاَ كُفْرَ فِيْهِ، فَمَا فِي الدُّنْيَا كُفْرٌ، نَسْأَلُ اللهَ العَفْوَ وَالنَّجَاةَ، فَوَاغَوْثَاهُ
بِاللهِ! }.

وقال الذهبي:

{ وَقَدْ عَظَّمَهُ جَمَاعَةٌ، وَتَكَلَّفُوا لِمَا صَدَرَ مِنْهُ بِبَعيدِ الاحْتِمَالاَتِ، وَقَدْ حَكَى العَلاَّمَةُ ابْنُ دَقِيقِ العِيْدِ شَيْخُنَا، أَنَّهُ سَمِعَ الشَّيْخَ عِزَّ الدِّيْنِ ابْنَ عَبْدِ السَّلاَمِ يَقُوْلُ عَنِ ابْنِ العَرَبِيِّ: شَيْخُ سُوءٍ، كَذَّابٌ، يَقُوْلُ بِقِدَمِ العَالِمِ، وَلاَ يُحَرِّمُ فَرْجاً }. سير أعلام النبلاء (23/ 48)

ثالثا: قوله [ الكلمة هي الله متجلياً لا في زمان معين أو مكان. وإنها عين الذات الإلهية لا غيرها ] خطأ محض.

إذ كيف تكون الكلمة هي الله ؟

هل كلام الشخص هو نفسه الشخص ؟!

هذا لا يقول به المجانين، فكيف يصدقه العقلاء ؟

رابعا: المعلق على هذا الكلام يقول: [ ولا يقول أحد أنه كفر ].

ولعل هذا المعلِّق لا يعلم أن هذا القول لا يقول به عاقل فضلًا عن مسلم !

هذه تعليقات سريعة ومختصرة جدا على الاقتباسات السابقة وجزء من بيان كذبهم وتخبطها وتحريفها.

كتبه أبو عمر الباحث

غفر الله له ولوالديه

تعليق واحد

  1. “لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ قُلْ فَمَنْ يَمْلِكُ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا إِنْ أَرَادَ أَنْ يُهْلِكَ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ وَمَنْ فِي الأَرْضِ جَمِيعًا وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِير”.

    “لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَار”.

    “لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلاثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلا إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِنْ لَمْ يَنْتَهُوا عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيم”.

اترك ردّاً