خروج أم المؤمنين عائشة للإصلاح أم القتال؟!

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه، وبعد:

هذه صورة نشرها أحد الرافضة للطعن في أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها وتكفيرها !

13775912_133588590411266_4226889186322787254_n

وإليكم الجواب:

صاحب الصورة دجال كذاب مدلس ، وسأبين كذبه من عدة أوجه بالترتيب:

أولا:

زعم صاحب الصورة أن الإمام الذهبي في كتابه سير أعلام النبلاء ذكر إجماعَ العلماء جميعًا على أن عليًا مُصِيبٌ في قتاله في الجمل وصفين!! وهذا غير صحيح! للأسباب التالية:
1. كلامه يوهم أن الذهبيَّ هو الذي نقل هذا الإجماع، في حين أن محقق السير هو الذي ذكر هذا الكلام في هامش وليس الكلام من الذهبي نفسه !
2. أن محقق الكتاب قال: ونقل المناوي في “فيض القدير” 6 / 366 عن كتاب الإمامة للإمام عبد القاهر الجرجاني قوله: أجمع فقهاء الحجاز والعراق من فريقي الحديث والرأي منهم: مالك، والشافعي، وأبو حنيفة، والاوزاعي، والجمهور الأعظم من المتكلمين والمسلمين، أن عليا مصيب في قتاله لأهل صفين، كما هو مصيب في أهل الجمل، وأن الذين قاتلوه بغاة ظالمون له.
ومعلوم أن العلماء لا ينحصرون في فقهاء الحجاز والعراق فقط.
كما أن قوله ” الجمهور الأعظم ” لا يعني إجماع الأمة كلها.
وأنا كمسلم سُنِّي سَلَفِي أقول إن عليًا رضي الله عنه مُصِيبٌ في حروبه كذلك، غير أني لا أكفّر الصحابة رضي الله عنهم كما يفعل رافضة الإسلام.
والخلاصة من هذه النقطة أن الذهبيَّ لم يَدَّعِ الإجماع كما أوهم كلامُ الرافضي، كما أن الإجماع المزعوم ليس كامِلًا كما دَلَّسَ الرافضيُّ على أئمتنا وعلمائنا.
———–
ثانيا:
زعم الكذوب أن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها خرجت على إمام زمانها، واستدل بروايتين !!

فإليكم البيان من عدة أوجه:
الوجه الأول: أم المؤمنين عائشة عليها سلامُ الله ورضوانُه، إنما خرجت للإصلاح بين الناس وليس للقتال.
• قال الإمام أَحْمَدُ فِي (مُسْنَدِهِ): حَدَّثَنَا يَحْيَى القَطَّانُ، عَنْ إِسْمَاعِيْلَ، حَدَّثَنَا قَيْسٌ، قَالَ: لَمَّا أَقْبَلَتْ عَائِشَةُ، فَلَمَّا بَلَغَتْ مِيَاهَ بَنِي عَامِرٍ لَيْلاً نَبَحَتِ الكِلاَبُ. فَقَالَتْ: أَيُّ مَاءٍ هَذَا؟
قَالُوا: مَاءُ الحَوْأَبِ. قَالَتْ: مَا أَظُنُّنِي إِلاَّ أَنَّنِي رَاجِعَةٌ. قَالَ بَعْضُ مَنْ كَانَ مَعَهَا: بَلْ تَقْدَمِيْنَ، فَيَرَاكِ المُسْلِمُوْنَ، فَيُصْلِحُ اللهُ ذَاتَ بَيْنِهِمْ …}.
•  قال الإمام ابن حبان:
[وَقدم زيد بْن صوحان من عِنْد عَائِشَة مَعَه كِتَابَانِ من عَائِشَة إِلَى أبي مُوسَى وَالِي الْكُوفَة وَإِذا فِي كل كتاب مِنْهُمَا بِسم اللَّه الرَّحْمَن الرَّحِيم من عَائِشَة أم الْمُؤمنِينَ إِلَى عَبْد اللَّه بْن قيس الْأَشْعَرِيّ سَلام عَلَيْك فَإِنِّي أَحْمَد إِلَيْك اللَّه الَّذِي لَا إِلَه إِلَّا هُوَ أما بعد فَإِنَّهُ قد كَانَ من قتل عُثْمَان مَا قد علمت وَقد خرجتُ مُصْلِحَةً بَين النَّاس ، فَمر من قبلك بالقرار فِي مَنَازِلهمْ وَالرِّضَا بالعافية حَتَّى يَأْتِيهم مَا يحبونَ من صَلَاح أَمر الْمُسلمين فَإِن قتلة عُثْمَان فارقوا الْجَمَاعَة وَأَحلُّوا بِأَنْفسِهِم الْبَوَار]. الثقات لابن حبان (2/ 282)

•  قال محمد بن سعد: وكان كعب قد طيّن عليه بيتًا، وجعل فيه كُوَّةً يتناول منها طعامه وشرابه اعتزالًا للفتنة، فقيل لعائشة: إنْ خرج معك لم يتخلف من الأزد أحدٌ، فركِبْتَ إليه فنادته وكلَّمَتْهُ فلَم يُجبْها، فَقَالَتْ: ألست أمّك؟ ولي عليك حقّ، فكلَّمَهَا، فَقَالَتْ: إنّما أريد أنْ أصْلِحَ بين النّاس … ]. الطبقات الكبرى ج7 ص64، ط دار الكتب العلمية – بيروت.

الوجه الثاني: لو كانت أم المؤمنين ستخرج على عليِّ بن أبي طالب رضي الله عنه لما أمرت الناسَ بالتزامِ عليِّ بن أبي طالب ومبايعته.
• عن عبد الله بن بُدَيْل بن ورقاء الخزاعيِّ: [ أنه سأل عائشة رضي الله عنها يوم الجمل، وهي في الهودج، فقال: يا أم المؤمنين، إني أتيتُك عندما قُتل عثمان، فقلتُ: ما تأمريني؟ فقالت له: الزم عليًّا ].
رواه ابن أبي شيبة (7/ 545)، وقال الحافظ في الفتح: “بسند جيد”؛ “فتح الباري” (13/ 57).
• عن الأحنف بن قيس قال:
[ حجَجنا فإذا الناس مجتمعون في وسط المسجد – يعني: المدينة – فلقيتُ طلحةَ والزبير، فقلت: إني لا أرى هذا الرجل إلا مقتولًا، فمن تأمراني به؟ قالا: علي، فقدمنا مكة، فلقيتُ عائشة، وقد بلغَنا قتلُ عثمان، فقلت لها: من تأمريني به؟ قالت: علي، قال: فرجعنا إلى المدينة فبايعت عليًّا ورجعت إلى البصرة ].
وقد صحح الحافظ إسناد هذه الرواية في فتح الباري (13/ 34).
الوجه الثالث: لا يوجد في دين الإسلام شيء اسمه ” إمام الزمان ” بل يوجد “خليفة شرعي ” أو ” حاكم شرعي ” أو ” ولي الأمر ” أو ” أمير المؤمنين “.
أما مصطلح ” إمام الزمان ” فهذا مصطلح سبئي مجوسي ، لا نعرفه في دين الإسلام، ربما في دين ابن سبأ نعم، أما في دين الإسلام العظيم فلا.
الوجه الرابع: حديث النبي صلى الله عليه وسلم لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه: { لا يحبك إلا مؤمن، ولا يبغضك إلا منافق } لا يُقصَد به هذا المعنى الذي يريده المجوسي صاحب الصورة.
قال الإمام الذهبي في شرح هذا الحديث:
[ فَمَعْنَاهُ: أَنَّ حُبَّ عَلِيٍّ مِنَ الإِيْمَانِ، وَبُغْضَه مِنَ النِّفَاقِ، فَالإِيْمَانُ ذُو شُعَبٍ، وَكَذَلِكَ النِّفَاقُ يَتَشَعَّبُ، فَلاَ يَقُوْلُ عَاقل: إِنَّ مُجَرَّدَ حُبِّهِ يَصيرُ الرَّجُلُ بِهِ مُؤْمِناً مُطلَقاً، وَلاَ بِمُجَرَّدِ بُغضه يصيرُ بِهِ الموحِّد مُنَافِقًا خَالصا.
فَمَنْ أَحَبّه وَأَبغض أَبَا بَكْرٍ، كَانَ فِي مَنْزِلَة مَنْ أَبغضه، وَأَحَبَّ أَبَا بَكْرٍ، فَبُغضهُمَا ضَلاَلٌ وَنفَاق، وَحبُّهُمَا هُدَىً وَإِيْمَان ]. سير أعلام النبلاء (12/ 510)
الوجه الخامس: قد صح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال أيضًا للأنصار: [الأنصار لا يحبهم إلا مؤمن، ولا يبغضهم إلا منافق، فمن أحبهم أحبه الله، ومن أبغضهم أبغضه الله]. صحيح البُخاري: 3783، صحيح مسلم: 129 – (75).
وأنتم يا رافضة لستم تبغضونهم فقط، بل تكفرونهم مع أنهم أحباب النبي صلى الله عليه وسلم، وقد دعا لهم كثيرا وقال: [اللهم اغفر للأنصار، وأبناء الأنصار وأبناء أبناء الأنصار].
وقد صَحَّ عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله: [ آيَةُ الْإِيمَانِ حُبُّ الْأَنْصَارِ ، وَآيَةُ النِّفَاقِ بُغْضُ الْأَنْصَارِ]، فبهذا الحديث وغيره, وَحَسْبَ استدلالِ الرافضيِّ يكون الرافضةُ جميعًا كُفَّارًا منافقين لأنهم يبغضون الأنصار، بل يُكَفِّرُونهم.
الوجه السادس:  رواية [ أنا حرب لمن حاربكم وسلم لمن سالمكم ]  الاستدلال بها باطل من وجهين:
الأول: أن في سندها تليد بن سليمان وهو مُجْمَعٌ على ضَعْفِهِ عند العلماء, ثم إن محقق مسند الإمام أحمد قال عن الرواية: إسناده ضعيف جداً، تليد بن سليمان اتفقوا على ضعفه، واتُهم بالكذب.
وقال الحاكم: رديء المذهب، منكر الحديث، رَوَى عن أبي الجحاف أحاديث موضوعة كذبه جماعة من العلماء.
بل هو رافضي خبيث كذَّاب يشتم الصحابة كما قال الإمام ابن حبان. فهل رواية الكذاب تعتبر رواية صحيحة الإسناد ؟؟ أليس الشرط الثاني من شروط صحة الرواية هو عدالة الرواة ؟؟  فكيف يكون الكذابُ عَدْلا ؟؟

الثاني: أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها لم تحارب عليًا رضي الله عنه حتى ننزل هذه الرواية عليها.
———-
ثالثًا:
زعم الرافضي مخالفة أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها للقرآن الكريم في قوله تعالى: { وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى }.
ثم أطلق الرافضيُ المجرمُ حُكْمًا لو سمعه عليُّ بن أبي طالب رضي الله عنه لأوسعه ضَرْبًا وَجَلَدَهُ عليه !
1. فمن الذي قال إن مخالِفَ القرآنِ الكريمِ كَافِر بإطلاق ؟!
كلُّ عُصَاةِ المسلمين مخالفون للقرآن الكريم، فالذي يزني أو يسرق أو يقتل أو يفعل معصية أيًّا كانت؛ يعلم في الغالب أن الله حَرَّمها في القرآن الكريم، ومع ذلك يقترفها، ومنهم من يتوب ويؤوب ويرجع، ومنهم من يظل على معصيته. فهل كل هؤلاء كفار ؟!! و
هذا الكلام يثبت أن دين الشيعة الروافض دين تكفيري بامتياز !!
2. كل ما سبق لا يشمل أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أَصْلًا إِذْ أنها خرجت للإصلاح بين المتخاصمين، وهذا موافق لقوله تعالى: { لاَّ خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ إِلاَّ مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاَحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتَغَاء مَرْضَاتِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا }. سورة النساء: آية (114).
فقوله تعالى { وقرن في بيوتكن }، ليس معناه عدم الخروج مطلقًا من البيوت، بل لما رأى عمر بن الخطاب رضي الله عنه أم المؤمنين سودة بنت زمعة وقال لها  انظري كيف تخرجين، فوالله ما تَخْفَيْنَ علينا إذا خَرَجْتِ، فذكرتْ ذلك سودةُ لرسول الله صلى الله عليه وسلم فنزل عليه الوحي، فقال: { إن الله قد جعل لكن رخصة أن تخرجن لحوائجكن }. رواه أبو يعلى بإسناد صحيح.
فإذا كان الله قد أَذِنَ لأمهاتِ المؤمنين أن يخرجن من بيوتهن لقضاءِ حوائجهنَّ، فمن باب أولى أن يخرجن لقضاء حوائج الأمة كالإصلاح بين المسلمين.
3. إذا قصد الرافضي أن يغمز أم المؤمنين في عِرضِهَا بقوله [ خروجها من الرجال من المدينة إلى البصرة ] فهو كافرٌ كُفْرًا أكبر يخرجه من ملة الإسلام.
فإنَّ السيدة عائشة عليها السلام أُمٌّ لكل مسلمٍ مؤمنٍ بِنَصِّ القرآن الكريم, كما قال تعالى: { النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم، وأزواجه أمهاتهم }.
فما الضير من خروجها رضي الله عنها مع أبنائها بنص القرآن الكريم للإصلاح بين المتخاصمين ؟!!

4. كيف تكون أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها كافرة، وقد شهد لها النبي صلى الله عليه وسلم بالجنة في عدة مواضع ؟!

روى ابن حبان في صحيحه عن أم المؤمنين عائشة أنها قالت: [يا رسول الله صلى الله عليه وسلم مَنْ أزواجُكَ في الجنة؟ فقال: ” أَمَا إِنَّكِ مِنْهُنَّ “ …]. صحيح ابن حبان (16/ 8) ط مؤسسة الرسالة – بيروت.
قال محقق المسند: إسناد صحيح على شرط مسلم، وقال الألباني: على شرط مسلم.

وقد قال جبريل للنبي صلى الله عليه وآله وسلم: [ إن هذه زوجتك في الدنيا والآخرة ]. رواه الترمذي بسند صحيح.

بل حتى عمار بن ياسر رضي الله عنه، وهو الصحابي الجليل الذي تقدسه الرافضة صَحَّ عنه أنه قال عن أم المؤمنين عائشة عليها السلام: [والله إنها لزوجة نبيكم في الجنة ]. رواه البخاري في صحيحه.
وعن حميد بن عريب قال: [ وقع رجل في عائشة يوم الجمل واجتمع عليه الناس فقال عمار ما هذا قالوا رجل يقع في عائشة فقال عمار أسكت مقبوحًا منبوحًا، أتقع في حبيبة رسول الله صلى الله عليه وسلم؟! إنها لزوجته في الجنة ]. الطبقات الكبرى (8/ 65).

وبهذا يتبين كذب الرافضي على أم المؤمنين عائشة عليها السلام والرضوان .

والحمد لله رب العالمين ،،،،

كتبه أبو عمر الباحث

غفر الله له ولوالديه

6 تعليقات

  1. وأنا كمسلم أقول أن عليًا رضي الله عنه مُصِيبٌ في حروبه كذلك، غير أني لا أكفّر الصحابة رضي الله عنهم

  2. رحمهم الله و جمعنا معهم في جنات الخلد إن شاء الله ,,, زوج رسول الله صلى الله عليه و سلم و علي رضي الله عنه و أرضاه

  3. أضف إلى ذلك أن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها خرجت مع عبد الله بن الزبير زوج أختها اسماء رضي الله عنها وهو محرم لها

    • زوج الأخت ليس مَحْرَمًا بارك الله فيك. وإنما ابن الأخت هو المَحْرَم.
      والصحيح أن عبد الله بن الزبير ابن أخت أم المؤمنين عائشة عليها السلام لأن أسماء أخت عائشة رضي الله عنهما.

  4. اضف الي ذلك ان ام المومنين رضي الله عنها خرجت مع الزبير ابن العوام وهوا زوج اختها اسماء رضي الله عنها وهوا محرم لها

  5. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    رددت فأجدت وأصبت … بارك الله فيك يا أبا عمر وجمعك في الجنة بمن تدافع عنهم .. والله إني أحبك وأدعو لك دائماً وذلك لدفاعك عن عقيدة صحيحة راسخة لايشوبها الباطل

اترك ردّاً