نهي عبيد الإنجليز عن الترحم على شيمون بيريز

نهي عبيد اليهود والإنجليز عن طلب الرحمة لشيمون بيريز

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه وبعد !
فإنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم هو أحبُّ الناس إلى الله عز وجل ، ومع ذلك فقد منعه الله من الاستغفار لعمه أبي طالب الذي مات على الكفر والشرك بالله.
فقد روى البخاري ومسلم سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ عَنْ أَبِيهِ أَنَّهُ أَخْبَرَهُ أَنَّهُ لَمَّا حَضَرَتْ أَبَا طَالِبٍ الْوَفَاةُ جَاءَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَوَجَدَ عِنْدَهُ أَبَا جَهْلِ بْنَ هِشَامٍ وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ أَبِي أُمَيَّةَ بْنِ الْمُغِيرَةِ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِأَبِي طَالِبٍ يَا عَمِّ قُلْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ كَلِمَةً أَشْهَدُ لَكَ بِهَا عِنْدَ اللَّهِ فَقَالَ أَبُو جَهْلٍ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي أُمَيَّةَ يَا أَبَا طَالِبٍ أَتَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ فَلَمْ يَزَلْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَعْرِضُهَا عَلَيْهِ وَيَعُودَانِ بِتِلْكَ الْمَقَالَةِ حَتَّى قَالَ أَبُو طَالِبٍ آخِرَ مَا كَلَّمَهُمْ هُوَ عَلَى مِلَّةِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ وَأَبَى أَنْ يَقُولَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَا وَاللَّهِ لَأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ مَا لَمْ أُنْهَ عَنْكَ فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى فِيهِ
{ مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَى مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ }.
والآية توضح أن الله نَهَى نبيه صلى الله عليه وسلم أن يستغفر لعمه أبي طالب لما قال لأستغفرنّ لك!
وكان أبو طالب يدافع عن الرسول صلى الله عليه وسلم ويحميه ويَذُبُّ عنه أذى المشركين، ومع ذلك فقد مَنَعَ اللهُ نبيه صلى الله عليه وسلم من الدعاء له بالمغفرة والرحمة.
بل أخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم أن عمه أبا طالب في النار !
فقد سأل الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قائلا له: مَا أَغْنَيْتَ عَنْ عَمِّكَ فَإِنَّهُ كَانَ يَحُوطُكَ وَيَغْضَبُ لَكَ ؟ قَالَ هُوَ فِي ضَحْضَاحٍ مِنْ نَارٍ وَلَوْلَا أَنَا لَكَانَ فِي الدَّرَكِ الْأَسْفَلِ مِنْ النَّارِ}. رواه البخاري ومسلم
فإذا كان ذلك كذلك فكيف سَوَّغَ بعضُ المسلمين لأنفسهم أن يستغفروا لليهودي الهالك شيمون بيريز وكأنه رجل مسلم ؟!!

أكان المجرم الهالك شيمون بيريز أكرمَ على الله من عم نبيه صلى الله عليه وسلم ؟!
ما هذا الجهل المبين بدين رب العالمين ؟! أما قرأتم القرآن الكريم ولو مرة واحدة في حياتكم ؟؟!!

أبو طالب عم النبي صلى الله عليه وسلم الذي لم يكن يحارب المسلمين أو يقتل أطفالهم محكوم عليه بالنار لأنه مات كافرا، فكيف طلبتم الرحمة لبيريز المجرم الكافر قاتل النساء والأطفال والشيوخ ؟!

قال الله جل جلاله: { إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَمَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ }.(البقرة)(161).

قال سبحانه وتعالى: { إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَمَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْ أَحَدِهِمْ مِلْءُ الْأَرْضِ ذَهَبًا وَلَوِ افْتَدَى بِهِ أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ وَمَا لَهُمْ مِنْ نَاصِرِينَ }. (آل عمران)(91).

وقال تبارك وتعالى: { وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الْآَنَ وَلَا الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ أُولَئِكَ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا }.(النساء)(18).

لو كان لديكم ذرة من كرامة قبل أن يكون لديكم ذرة من الدين لما جاملتم أعداءنا الذين سفكوا دماءنا واغتصبوا أعراضنا.
فهذا يترحم عليه وهذا يبكي من أجله وهذا يسارع بالتعزية، وهذا يذهب بنفسه للعزاء، وهذا يقول له ارقد بسلام وكأنَّ الهالك بيريز كان من أولياء الله الصالحين !!

أما حركتكم  صرخات اليتامى ودمع الثكالى وآهات الجرحى ؟!

أما رأيتم البيوت وقد هُدِمَتْ على رؤوس أصحابها ؟! أما رأيتم الأشلاء الممزقة في غزة وغيرها ؟!

لقد أبيتم إلا أن تُوصَمُوا بالعار في حياتكم وبعد مماتكم، فليكتب التاريخ سوء فعالكم وليسجل قبح أقوالكم.

ولتشهد الأجيال القادمة أن هؤلاء العرب لم يراعوا دينا ولا ضميرا ولا حتى الإنسانية التي يزعمونها !

قال رب العالمين: { أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ نَافَقُوا يَقُولُونَ لِإِخْوَانِهِمُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَئِنْ أُخْرِجْتُمْ لَنَخْرُجَنَّ مَعَكُمْ وَلَا نُطِيعُ فِيكُمْ أَحَدًا أَبَدًا وَإِنْ قُوتِلْتُمْ لَنَنْصُرَنَّكُمْ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ }.(الحشر)(11).

ومهما فعلتم فلن يرضوا عنكم هؤلاء حتى تتبعوا ملتهم

وإنْ لَمْ تنتفض قلوبكم من أجل دينكم؛ فعلى الأقل كان ينبغي لها أن تنتفض للجرائم التي ارتكبها بيريز وقومُه في المسلمين وأبنائهم ونسائهم وأطفالهم !

لقد صدق فيكم قولُ الشاعر:

لكنّ قومي وإن كانوا ذوي عددٍ  ** **  ليسوا من الشَّرِّ في شيءٍ وإنْ هانا
يجزون من ظلم أهل الظلم مغفرةً  ** **  ومن إساءة أهل السوء إحسانا
كَأَنَّ رَبَّكَ لم يخلق لخشيته  ** **  سواهم من جميع الناس إنسانا
والله المستعان, وهو حسبنا ونعم الوكيل ،،،،