الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه وبعد:
من دلائل نبوة النبي صلى الله عليه وسلم الواضِحة أنه تنبأ عن ظهور الخوارج الذين قضى عليهم عليُّ بن أبي طالب رضي الله عنه في معركة النهروان.
روى الإمام مسلم في صحيحه عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: « تَمْرُقُ مَارِقَةٌ عِنْدَ فُرْقَةٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ، يَقْتُلُهَا أَوْلَى الطَّائِفَتَيْنِ بِالْحَقِّ ». صحيح مسلم رقم 150 – (1064).
وقَالَ أَبُو سَعِيدٍ الخُدْرِيُّ: «وَأَنْتُمْ قَتَلْتُمُوهُمْ، يَا أَهْلَ الْعِرَاقِ» صحيح مسلم رقم 149 – (1064).
1. عند فُرْقَةٍ من المسلمين أي بعد معركة صفين بين أهل العراق بقيادة عليّ بن أبي طالب وبين أهل الشام بقيادة معاوية بن أبي سفيان.
2. الفِرْقة المارقة هم الخوارج من أهل النهروان ويُسَمَّون أيضا بالحرورية لأنهم عسكروا في مكان اسمه “حروراء” على أطراف الكُوفَة أو قريبًا منها.
3. أولى الطائفتين بالحق هو عليُّ بن أبي طالب ومن معه لأنه هو الذي قضى على هذه الفرقة الخارجيّة المَارِقة من أهل النهروان.
4. هؤلاء الخوارج كفّروا علي بن أبي طالب، وزعموا أنه لا يريد الاحتكام إلى كتاب الله ، وقالوا: ( لا حُكْمَ إِلَّا لله )، فقال لهم علي: ( كَلِمَةُ حَقٍّ أُرِيدَ بها باطِل ).
5. هؤلاء الخوارج سفكوا الدم الحرام وقتلوا عبد الله بن الصحابي خبَّاب بن الأرَتّ وقتلوا امرأته وكانت حُبْلى وبقروا بطنها.
6. هؤلاء الخوارج بايعوا شخصًا منهم اسمه عبد الله بن وهب الراسبي، وهذا الراسبي هلك في نفس المعركة.
7. بعد انتهاء المعركة أشاع من تبقى من هؤلاء الخوارج أن علي بن أبي طالب قتل المسلمين بدون وجه حق.
8. أتباع هؤلاء الخوارج فِرْقة تسمَّى ” الأباضيّة ” ، وهم يتولون الخوارج من أهل النهروان إلى اليوم ويؤمنون بنفس هذه الأفكار ، وتحتوي كُتُبُهم على تكفير عثمان بن عفان وعلي بن أبي طالب وأبي موسى الأشعري ومعاوية بن أبي سفيان وعمرو بن العاص رضي الله عنهم جميعًا.
9. شهادة الصحابي الجليل أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قاطعة أن المقصود بهذا الحديث هم أهل النهروان الذين قضى عليهم أهل العراق بقيادة علي بن أبي طالب عليه السلام.
#دلائل_النبوة
والحمد لله رب العالمين ،،،،