الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وآله وصحبه ومن والاه وبعد.
فقد وَجَّهَ أحَدُ النصارى لي سؤالًا حول صلاة الله على نبينا محمد عليه والصلاة والسلام فقال:
أولا:
حسب القرآن الكريم فسنجد أن آدم أيضا روح الله، فقال للملائكة عن آدم: { فإذا سوّيتُهُ ونفختُ فيه من روحي فقعوا له ساجدين }. وهذا يعني حسب عقيدتك أن آدم أيضا هو الله!!
وروح الله – حسب عقيدتك – هو أقنوم الروح القدس، وليس يسوع المسيح. فلابد أن تتعلم دينك جيدًا قبل أن تتكلم!!
ثانيا:
روح الله في القرآن الكريم هو المَلَاك جبريل، فلقد أمر الله جبريل أن ينفخ في جيب السيدة مريم، فحبلت بالمسيح.
ثالثا:
المسيح ليس له هيئتانِ، بل المسيح بشر مثل بقية البشر في بشريته، أي له طبيعة بشريّة واحدة، وهو الذي قال لليهود: [ وأنتم الآن تطلبون أن تقتلتوني، وأنا إنسان قد كلّمكم بالحق الذي سمعه من الله]. يوحنا 8 – 40
وأرجو أن تعطيني أهم نص لديك يثبت ألوهية المسيح أو هذه الهيئة الإلهية التي تتحدث عنها!!
رابعًا:
حسب عقيدتكم فالمسيح بعد التجسد صار إلهًا متجسدًا، فالجوع والعطش وكل أفعاله منسوبة للإله المتجسد.
خامسًا:
واضح أنك لا تفرّق بين الصلاة على … ، والصلاة لـ !!
فحينما نقول : نحن سنصلي على فلان، فهذا يعني أنه مات وسنصلي عليه صلاة الجنازة، لنطلب من الله أن يرحمه، وليس معناها أننا سنعبد الشخص الميت!
وحينما نصلي الله صلواتنا الخمس فنحن نصلي لله ونعبده، أي نقدّم له العبادة.
وحينما نقول اللهم صلِّ على محمد ، فهذا ليس معناه أن الله سيصلي لـ محمد ويعبده. فهذا جهل فاحش باللغة العربية!
ولا يوجد مسلم على وجه الأرض يعتقد بهذا التخريف أبدًا، بل إن من يعتقد هذه الفكرة يكون كافرًا بدين الإسلام الذي نزل لتوحيد الله وتخليص البشرية من الشرك!
وكلمة (صلاة) لها معاني متعددة في القرآن الكريم:
1. الصلاة : العبادة التي يقوم بها المسلم فيصلي لله !
وهذه هي المقصودة في قوله تعالى: { وأقيموا الصلاة }. ومنها الصلوات الخمس وصلاة السنن وصلاة العيدين وغير ذلك.
2. الصلاة بمعنى الدعاء والاستغفار، وهي المقصودة بقوله سبحانه: { وصَلِّ عليهم إن صلاتك سَكَنٌ لهم }. أي استغفر وادْعُ الله لهم.
3. الصلاة بمعنى الثناء من الله على عبده، وهي المقصودة بقوله سبحانه وتعالى: { هو الذي يصلّي عليكم }.
وهي المقصودة بقوله تعالى: { إن الله وملائكته يصلون على النبي.. }.
وهي المقصودة بقول النبي صلى الله عليه وسلم لأحد الصحابة: [ اللهم صَلِّ على آل ابن أبي أَوْفَى ].
فحينما تسألني وتقول: [ هل إلهك اللي تعبده انت المسلم يصلي؟ وهل عنده رب اعلى منه حتى يصلي على محمد؟؟؟].
فهذا يدل على الجهل بأبسط قواعد اللغة العربية!! لأن صلاة الله على نبيه أي ثناؤه سبحانه وتعالى عليه.
وحينما يصلي الله على المسلمين أي يُثْنِي عليهم ، وبالتالي سيرحمهم ويغفر لهم.
فحينما تظن أن الله يعبد نبيه محمدًا عليه الثلاة والسلام وتأتي متنكرًا لهذه الفكرة علينا فهذا يعني أن تستخدم مغالطة رجل القش، وصنعت في ذهنك صورة وهمية عن المسألة ثم تهاجم هذه الصورة وكأنّك تهاجم دين الإسلام العظيم!
وسواء اقتنعت أم لا فاذهب وتصدق بالمبلغ لأحد الفقراء!
والحمد لله رب العالمين ،،،،
بارك الله في عمرك استاذ عمر
بارك الله فيك