الشعراوي نفى عذاب القبر فلماذا تؤمنون به؟!

الحمد لله والصلاة والسلم على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه وبعد

كتب أحد الإخوة يقول:
الشيخ الشعراوي ايضا قال ليس هناك عذاب القبر. وخير مثال قاله الشعراوي.عندما تقبض الشرطة على مجرم و يوضع في غرفة بها ادوات التعذيب.المجرم تعرض عليه ادوات العذاب فيفزع.لكن لم يعذب بعد.
اضافة الى ان الله عز و جل رحيم بعباده لن يعذب احد دون حساب يوم القيامة.

فاستعنت بالله قائلًا:
أولًا: سنفترض جدلًا أن الشيخ الشعراوي رحمه الله نفى عذاب القبر، ولكننا في نفس الوقت وجدنا أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال لنا يوجد عذابٌ قبر.
فهل نأخذ بكلام الشيخ الشعراوي أم نأخذ بكلام الرسول صلى الله عليه وسلم؟!
الجواب على هذا السؤال جاء في قوله تعالى: {وأطيعوا الرسول لعلكم ترحمون}. ولكنّ الله لم يقل لنا: [أطيعوا الشعراوي لعلكم ترحمون].
والجواب أيضًا جاء في قوله تعالى: {وما آتاكم الرسول فخذوه}. ولكنّ الله لم يقل لنا: [وما آتاكم الشعراوي فخذوه].
ولقد حذرنا الله من مخالفة أمر النبي صلى الله عليه وسلم فقال سبحانه: {فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم}. ولم يحذرنا اللهُ من مخالفة الشيخ الشعراوي رحمه الله! والشيخ الشعراوي لم ينكر عذاب القبر، بل أثبت وجوده، كما في هذا المقطع:

ثانيًا: أنتم تقولون لا عذاب قبل الحساب!! ولكن الله سبحانه وتعالى يقول غير ذلك، فقال سبحانه عن المنافقين: {سنعذبهم مرتين ثم يُردون إلى عذاب عظيم}. والعذاب العظيم هو العذاب يوم القيامة، فكيف سيعذبهم الله مرتين قبل حسابهم في الآخرة ؟!
النتيجة أن كلامكم مخالف لكلام الله سبحانه وتعالى ومخالف لكلام الرسول صلى الله عليه وسلم!!
والمسلم يجب عليه أن يتبع الرسول صلى الله عليه وسلم كما أمره الله في القرآن الكريم !!
ثالثًا: هناك فَرْقٌ بين المثال الذي تذكره عن الشرطة وبين عذاب القبر، فلا يصح تطبيق هذا المثال هنا. فالشرطة لا توقع العقاب أو العذاب على المجرم حتى يتبين لهم بعد محاكمته أنه مذنب الفعل، فهل الله سبحانه وتعالى لا يعلم أن فلانًا من الناس مذنب إلا بعد الحساب يوم القيامة؟! أم أنه يعلم كل شيء سبحانه وتعالى؟! فالشرطة يجوز عليها الخطأ، لذلك ينتظرون المحاكمة، أما الله فلا يجوز عليه سبحانه الخطأ، جَلَّ جلالُ ربنا، وتبارك سبحانه وتعالى عن الأخطاء!!
رابعًا: أليس وضع أدوات العذاب أمام المذنب قبل تعذيبه بها يُعَدُّ نوعًا من العذاب النفسي أيضًا، فلماذا يعاقبُ اللهُ هذا العبدَ بالعذاب النفسي طالما لا يوجد عذابٌ قبل الحساب؟! وبناءً على هذا أقول إن هذه القاعدة التي ذَكَرَهَا الشيخ الشعراوي رحمه الله تنقض نَفْسَها بِنَفْسِها وتَهْدِمُ نَفْسَهَا بنفسها !!

خامسًا: إذا كنتم تقولون بعدم جواز العذاب قبل الحساب فلقد أخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم بوجود سؤال جزئي في القبر، وهو عبارة عن سؤال الملكين للعبد في قبره:
1. من ربك؟!
2. ما دينك؟!
3. من الرجل الذي بُعِثَ فيكم؟!
والكافر أو العاصي لا يستطيع الجواب عن هذه الأسئلة مما يدل على:
1. إما أنه كان كافرًا بالله ودينه ورسوله.
2. وإما أنه كان مسلمًا عاصيًا ولم يكن مُطِيعًا لله ودينه ورسوله.

ولذلك كان النبيُّ صلَّى الله عليه وسلم إذا فَرَغَ من دفن الميت وقفَ عليه فقال: “اسْتَغفِرُوا لأخيكُم وسَلُوا له بالتثبيت؛ فإنه الآن يُسألُ]. فالعبد سيسأل في قبره ويحاسب بشكل جزئي على أعماله، وعليه فهو مستحق للعقاب الذي سيناله في قبره إن كان من العصاة او الكافرين.
وعليه فالعِلَّة التي أنكرتم من أجلها عذاب القبر (لا عذاب قبل الحساب) غير موجودة ولا متحققة في هذا الموضوع، فعلام أنكرتم سنة نبيكم يا عباد الله؟!

والحمد لله رب العالمين ،،،،

2 تعليقات

اترك ردّاً