الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه وبعد:
النبي صلى الله عليه وسلم يُطلق عليه لقب النبيِّ الأميِّ لأنه بالفعل لم يكن يقرأ أو يكتب.
وإليك الأدلة من كتاب الله وسُنة رسوله صلى الله عليه وسلم الصحيحة، وصفة الرسول في كتب اليهود والنصارى بأنه لا يقرأ ولا يكتب، وأيضا من كتب اللغة العربية:
أولا: القرآن الكريم:
يقول الله سبحانه وتعالى وهو يخاطب النبي صلى الله عليه وسلم:
{ وَمَا كُنْتَ تتلُو مِنْ قبلِهِ مِنْ كِتابٍ وَلا تَخُطُّهُ بيمِينِك, إِذًا لَارْتَابَ الْمُبْطِلونَ }. سورة العنكبوت.
يعني: يا محمد، أنت لم تكن تقرأ أيَّ كِتَاب قبل أن يُنَزَّلَ عليك هذا القرآن، ولم تكن تكتب شَيْئًا قبله بيدك.
قال الإمام ابن كثير:
[ قال تعالى: { وَمَا كُنْتَ تَتْلُو مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتَابٍ وَلا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ } ، أي: قد لبثت في قومك – يا محمد -ومن قبل أن تأتي بهذا القرآن عُمرا لا تقرأ كتابا ولا تحسن الكتابة، بل كل أحد من قومك وغيرهم يعرف أنك رجل أمي لا تقرأ ولا تكتب. وهكذا صفته في الكتب المتقدمة، كما قال تعالى: { الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ } الآية [الأعراف: 157]. وهكذا كان، صلوات الله وسلامه عليه دائما أبدا إلى يوم القيامة، لا يُحْسِن الكتابة ولا يخط سطرا ولا حرفا بيده]. تفسير ابن كثير (6/ 285)
ثانيا: السنة النبوية الصحيحة:
في صحيح البخاري قال الرسول صلى الله عليه وسلم:
[ إِنَّا أُمَّةٌ أُمِّيَّةٌ لَا نَكْتُبُ وَلَا نَحْسُبُ الشَّهْرُ هَكَذَا وَهَكَذَا يَعْنِي مَرَّةً تِسْعَةً وَعِشْرِينَ وَمَرَّةً ثَلَاثِينَ ]. صحيح البخاري حديث رقم 1913.
وفي صلح الحديبية لما اعترض المشركون على كتابة كلمة ” محمد رسول الله ” داخل بنود الصلح، فأمر النبي صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب أن يمحوها, ورفض عليُّ بن أبي طالبٍ ذلك وقال ” لا أمحوك أبدًا “، قال له النبي صلى الله عليه وسلم ( أرني مكانها ). فلما أشار علي بن أبي طالب له على مكان الكلمة محاها الرسول صلى الله عليه وسلم بيده الشريفة.
فلو كان صلى الله عليه وآله وسلم قارئًا ؛ فلماذا يسأل عليَّ بن أبي طالب عن مكان هذه الكلمة ؟!!
ثالثا: كتب اليهود والنصارى:
كتب اليهود والنصارى قالت إن نبي آخر الزمان محمدًا عليه الصلاة والسلام سيكون أميًّا لا يقرأ ولا يكتب.
جاء في سفر إشعياء 29 – 12 يقول:
[ ثم يُنَاوَلُ الكتاب لمن لا يعرف القراءة, ويُقال له اقرأ هذا, فيقول: لا أعرف القراءة ].
وهذا بالفعل نفس ما حدث مع النبي صلى الله عليه وسلم عند الغار حينما جاءه جبريل عليه السلام وقال له: [ اقرأ, فقال: ما أنا بقارئ ].
قارن بين هذا النص وبين حديث النبي عليه الصلاة والسلام في غار حراء حينما قال: [ ما أنا بقارئ ].
انظرْ إلى الكلمتين: [ ما أنا بقارئ ] = [ لا أعرف القراءة ] ستجد أن هذه النبوءة لا يمكن أن تنطبق إلا على النبيِّ محمد عليه الصلاة والسلام.
رابعا: اللغة العربية:
جاء في كتاب لسان العرب ج12 ص34، يقول:
[ وقيل لسيدنا محمد رسول الله، صلى الله عليه وسلم، الْأُمِّيُّ لأن أمة العرب لم تكن تكتب ولا تقرأ المكتوب، وبعثه الله رسولا وهو لا يكتب ولا يقرأ من كتاب، وكانت هذه الخلَّة إحدى آياته المعجزة].
والموضوع ليس له علاقة بالتجارة، فأغلب الذين كانوا يقومون بالتجارة في ذلك الوقت كانوا أميين لا يقرأون ولا يكتبون.
فلماذا تريدون نفي الأمية عن النبي صلى الله عليه وسلم؟!
والأمية في حق النبي صلى الله عليه وسلم ليس فيها إساءة على الإطلاق، بل هذا قمة الإعجاز، لأن العقلاء سيقولون كيف لرجل لا يقرأ لا يكتب أن يأتي بكتاب عظيم مثل القرآن الكريم ويأتي بتشريع كامل يخص كل أمور الحياة في جميع المعاملات كالزواج والطلاق والبيع والشراء والسياسة والحرب وغير ذلك؟!
والحمد لله رب العالمين ،،،،