هل يوجد تناقض في مدة خلق السموات والأرض؟!
مدة خلق السموات والأرض ستة أيام أم ثمانية أيام؟!
***************
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه وبعد
فقد طرح أحد الملاحدة على موقع يوتيوب ما يظنه تناقضًا في القرآن الكريم فقال:
فكتبت ردًا عليه أقول:
مشكلتكم أنكم تنقلون الشبهات عن بعض بدون قراءة متأنية، فتظنون أنكم على شيء، والحقيقة أن تسرعكم يوقعكم في مواقف محرجة بهذا الشكل!!
من الذي قال إن آية سورة “فصلت” ذكرت أنَّ اللهَ خَلَقَ الكونَ في ثمانية أيام؟!
تقول: { قل انكم لتكفرون بالذي خلق الأرض (في يومين ) وتجعلون له اندادا ذلك رب العالمين، وجعل فيها رواسي من فوقها وبارك فيها وقدر فيها اقواتها (في أربعة أيام) سواء للسائلين }.
لاحظ أن الله لم يقل في هذه الآية كلمة {ثم}، هل تدري لماذا؟!
لأنَّ اليومينِ اللذينِ ذكرهم اللهُ في خلق الأرض داخلانِ في الأيام الأربعة التي تليها.
يعني أثناء هذينِ اليومينِ الـمُخَصَّصَينِ لخلْق الأرض ؛ خَلَقَ اللهُ الرواسي (أي الجبال)، وقَدَّرَ الأقوات (أي الأرزاق).
يعني باختصار، مُدَّةُ خَلْقِ الأرضِ يومانِ، ومُدَّةُ خَلْقِ الرواسي وتقدير الأقوات أربعة أيام.
وهاتانِ المدتانِ تتقاطعان ِمع بعضهما، وليست واحدةٌ منهما بعدَ الأخرى.
اقرأ هذا المثال للتوضيح:
لو قلت لك إني سافرتُ من الإسكندرية إلى أسوان في أربعة أيام، وسافرتُ من الإسكندرية إلى القاهرة في يومين، فهل مدة سفري ستة أيام؟!
الإجابة لا، لأنَّ اليومينِ اللَّذَينِ سافرتُ فيهما من الإسكندرية إلى القاهرة كانا جزءً من الأيام الأربعة التي سافرتُ فيها إلى أسوان.
ولذلك لم الله يقل كلمة {ثم} بين مدة خلق الأرض ومدة خلق الرواسي وتقدير الأقوات، لكن بعد هذه الأيام الأربعة يقول سبحانه: {ثم استوى إلى السماء وهي دخان فقال لها وللأرض ائتيا طوعًا أو كَرْهًا قالتا أتينا طائعين، فقضاهُنَّ سبع سنوات (في يومين) }.
إذًا أولُ يومَينِ داخلانِ في الأيام الأربعة الأولى، ثم قال الله {ثم}، وأضاف بعدها يومين لخلق السموات.
فالمجموع أيضا ستة أيام وليس ثمانية أيام.