قناة مكافح الشبهات – أبو عمر الباحث
كشف أكاذيب النصراني زكريا بطرس وأخيه رشيد حمامي
هل ينفي القرآنُ الكريم معجزاتِ الرسول ﷺ ؟!
لتحميل البحث بصيغة pdf اضغط هنا
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله، وعلى آلِهِ وصحبه ومن والاه، وبعد:
فهذا رد عِلْمِيٌّ عَلَى شُبُهَات وافتراءات القُمُّص الكذاب زكريا بطرس والنصراني الكذّاب رشيد حمامي في برنامجه سؤال جريء وأخيهما في الكذب شريف جابر، وبيانِ أكاذيبهم وتدليساتهم على دين الإسلام العظيم.
فقد زعم هؤلاء أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم كان بلا مُعْجِزَاتٍ !!
واستدل هؤلاء الكذابون بقوله تعالى: { وَمَا مَنَعَنَا أَنْ نُرْسِلَ بِالْآَيَاتِ إِلَّا أَنْ كَذَّبَ بِهَا الْأَوَّلُونَ وَآَتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً فَظَلَمُوا بِهَا وَمَا نُرْسِلُ بِالْآَيَاتِ إِلَّا تَخْوِيفًا }.([1])
فقالوا إن القرآن الكريم ينفي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه فعل أي معجزة لقوله تعالى: { وَمَا مَنَعَنَا أَنْ نُرْسِلَ بِالْآَيَاتِ }. !! وهذا يدل أن الله لم يرسل معه أي معجزة أو آية تدل على نبوته !!
حينما يكذب المرءُ كَذِبَةً فعليه أن يجعلها مُنَمَّقَةً ، ولا تكون مكشوفة بهذه الطريقة!
فالكلُّ يعرف أن النبي صلى الله عليه وسلم هو أكثرُ الأنبياءِ من حيث عدد المعجزاتِ التي أجراها الله على يديه. ولكن زكريا ورشيد وأمثالهما يحاولون إِقْنَاعَ النصارى بعكس ذلك تمامًا اعتمادًا على التدليس والكذب والتزوير، واعتمادًا على أن نصارى العرب لا يقرأون ولا يعرفون !
أولًا:
ما هو سبب نزول هذه الآية ؟!
أقول: روى الإمام أحمد في مُسنده عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: سَأَلَ أَهْلُ مَكَّةَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنْ يَجْعَلَ لَهُمُ الصَّفَا ذَهَبًا، وَأَنْ يُنَحِّيَ الْجِبَالَ عَنْهُمْ، فَيَزْرَعُوا، فَقِيلَ لَهُ: إِنْ شِئْتَ أَنْ تَسْتَأْنِيَ بِهِمْ، وَإِنْ شِئْتَ أَنْ نُؤْتِيَهُمُ الَّذِي سَأَلُوا، فَإِنْ كَفَرُوا أُهْلِكُوا كَمَا أَهْلَكْتُ مَنْ قَبْلَهُمْ، قَالَ: ” لَا، بَلْ أَسْتَأْنِي بِهِمْ ” فَأَنْزَلَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ هَذِهِ الْآيَةَ: {وَمَا مَنَعَنَا أَنْ نُرْسِلَ بِالْآيَاتِ إِلا أَنْ كَذَّبَ بِهَا الْأَوَّلُونَ وَآتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً}. [الإسراء: 59].([2])
وبناءً عليه فسبب نزول الآية يُوَضِّحُ أن مشركي قريش سألوا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنْ يجعلَ لهم جبل الصَّفَا ذَهَبًا، وَأَنْ يُنَحِّيَ الْجِبَالَ بعيدًا عَنْهُمْ، ليَزْرَعُوا، فأنزل الله قوله تعالى: {وما منعنا أن نرسل بالآيات ..}. أي هذه الآيات التي طلبوها ، فلم يقصد الله عز وجل نفيَ جميعِ الآيات، وإنما نفى ما طلبه هؤلاء المشركون فقط.
فيكون معنى الآيات أننا لم نبعث عليهم هذه العلامات والآيات التي طلبها المشركون لأننا بعثنا آياتٍ مِثْلَهَا على أُمَمٍ سابقة فَكَذَّبُوا بها ، فلو أرسل الله آياته التي طلبها المشركون ووقع منهم التكذيب بعد إرسالها لأهلكهم الله بكفرهم مثلما أهل الكافرين في الأمم السابقة!!
ونحن هنا نسأل رشيد وإخوانه: هل كنتم تعرفون سببَ نزولِ هذه الآيةِ أم لا ؟!
إن كنتم تعرفون وأخفيتم ذلك عن الناس فأنتم كذابون دجالون، وإن كنتم لا تعرفون فأنتم جُهَّالٌ، والجاهل مكانه أن يجلس عند العلماء ويتعلم ، وليس أن يتصدر ويتكلم بجهل!
وهذا البيان وحده كافٍ لإزالة اللبس الحاصل عند النصارى في فهم الآية!
ثانيًا:
نسأل رشيد حمامي وإخوانه: ( الـ ) المذكورة في أول كلمة {الآيات} ؛ أي نوع من أنواع ( الـ ) ؟؟
هل هي ( أل ) لِبَيَانِ الْعَهْدِ أَمْ ( أل ) للْعُمُومَ وَالشُّمُولَ ؟! أم أنكم لا تعرفون الفرق بينهما؟!
فإن قال رشيد إنها ( أل ) التي تفيد العموم والشمول، قلنا له إِنَّ كُلَّ الْأَدِلَّةِ ضِدُّكُم؛ فسبب النزول والسياق يدلان على غَير ذلك ، تدبر بقية الآية: { وَآَتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً فَظَلَمُوا بِهَا وَمَا نُرْسِلُ بِالْآَيَاتِ إِلَّا تَخْوِيفًا}.
فهنا ضرب اللهُ المِثَالَ على نوعية الآيات التي طلبها المشركون، وأنها من نفس جنس الآيات
التي يُهْلِكُ اللهُ الْأُمَمَ إذا كَذَّبُوا بها، وليست مِن جِنْسِ الآيات والمعجزات التي أجراها الله على يدي نبيه محمد صلى الله عليه وَسَلَّمَ، كدعائه المستجاب وشفائه المرضى وتكثير الطعام والشراب بين يديه وكلامه مع ذراع الشاة المشوية التي أخبرته أنها مسمومة وكلامه مع الجمادات وإخراج الشياطين وإخباره بالغيبيات وتسبيح الحجارة بين يديه وقتال الملائكة معه ، وغير ذلك !!
ومعلوم أن ناقة صالح التي جعلها الله مُعجزةً لثمود من جِنْسِ المعجزات التي يَعْقُبُ التَّكْذِيبَ هلاكُ المكذبين ، وليس من جنس المعجزات التي فعلها النبي صلى الله عليه وسلم بين الناس.
فجنس الآيات التي لم يرسلها الله لقريش من جِنْسِ الآيات التي طلبها المشركون والكافرون من قبل؛ كـ ناقة صالح التي أرسلها الله لقومه ثمود، ومع ذلك كفرت ثمود بهذه الآية العظيمة !!
مِثَالٌ للتوضيح:
لو قال قائل: [بنى المهندسون المدرسة] ، فهل يعني ذلك أَنَّ كُلَّ المهندسين شاركوا في بناء المدرسة ؟!
كلا بالطبع!
فالمقصود من هذا أَنَّ المهندسين الذين تَمَّ اختيارُهم وعُهِدَ إليهم ببناءِ المدرسة هم الذين بَنَوْهَا.
مِثَالٌ ثانٍ:
لو قال قائل: [جاء الطلاب إلى المدرسة] ، فهل جاء كُلُّ الطَّلَّابِ إلى نفس المدرسة أو إلى كل المدارس؟! أم يكون المفهوم أنَّ الطلبة المقصودين بكلامي فقط هم الذين جاؤوا ؟!
كذلك لو قلنا [ذهب الموظفون إلى أعمالهم]، فهل كل الموظفين ذهبوا إلى أعمالهم ؟!
الجواب لا، فمنهم المريض ومنهم المسافر ومنهم من طرأ عليه ظرف ما ووو إلخ ……..
وهذه تُسَمَّى ( أل الْعَهْد )، وليست ( أل الْعُمُوم والشُّمُول ).
والمشركون السابقون طلبوا الناقة كـ آية على صِحَّةِ نبوة نبي الله صالح عليه السلام!
كما ذكر الله لنا ذلك في نفس الآية، فيفهم القارئ مباشرةً أن جِنْسَ الآياتِ التي طلبها مشركو مكة، كانت من نفس جنس الآيات التي طلبها الكافرون والمشركون في الأمم السابقة.
ولا علاقة لهذا بالمعجزات الأخرى التي أجراها الله على يد نبيه محمد عليه الصلاة والسلام !!
وبعضُ مشركي قريش طلبوا من الله أن يهلكهم إذا كان نبينا محمدٌ صلى الله عليه وسلم على الحق !! ، فنقل لنا قال الله عز وجل قولَ أبي جهل، فقال: {وَإِذْ قَالُواْ اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ هَذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِندِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِّنَ السَّمَاء أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ}.
فهذه أيضًا من الآيات التي طلبها المشركون ؛ فلو أَنَّ اللهَ قد استجاب لهم لأهلكهم جميعًا.
ثم إن هذا المفهوم العقيم لدى النَّصَارَى ساقِطٌ بدليل آخر ؛ وهو أن مقتضى فَهْمِهِمْ السقيمِ للآية يكون الله عز وجل قد امتنع عن إرسال المعجزاتِ أيضًا لأنبيائه السابقين ، طالما أن الأمم التي قبل هؤلاء الأنبياء قد كَذَّبُوا أَنْبِياءَهُم ، وهذا باطِلٌ قَطْعًا، عَقْلًا وَشَرْعًا وتاريخًا.
والقرآن الكريم لا يقر هذه الفكرة الغبية ، لأن الله تعالى ذَكَرَ لنا معجزاتِ موسى وعيسى ، وهما ليسا من الأنبياء الأولين ، فقد سبقهما غيرُهُمَا من الأنبياء.
ثالثًا:
إذا أَصَرَّ رشيد حمامي على خِدَاع النصارى بهذه الفكرة الغبية نقول له: خذ الجواب من كتابك:
يقول كاتب إنجيل مرقس:
[ فَخَرَجَ الْفَرِّيسِيُّونَ وَابْتَدَأُوا يُحَاوِرُونَهُ طَالِبِينَ مِنْهُ آيَةً مِنَ السَّمَاءِ، لِكَيْ يُجَرِّبُوهُ، فَتَنَهَّدَ بِرُوحِهِ وَقَالَ: «لِمَاذَا يَطْلُبُ هذَا الْجِيلُ آيَةً؟ اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: لَنْ يُعْطَى هذَا الْجِيلُ آيَةً، ثُمَّ تَرَكَهُمْ وَدَخَلَ أَيْضًا السَّفِينَةَ وَمَضَى إِلَى الْعَبْرِ].([3])
وبحسب فَهْمِ رشيد المريض ؛ فيسوع لم يفعل أَيَّ معجزاتٍ، وإنما فقط قال لهم: لَنْ يُعْطَى هذَا الْجِيلُ آيَةً! فهل معنى هذا أَنَّ يسوعَ لم يفعلْ أَيَّ معجزاتٍ لأنه قال: [لَنْ يُعْطَى هذَا الْجِيلُ آيَةً] ؟!!
رابعًا:
كثيرًا ما يردد زكريا بطرس ورشيد حمامي أنهما لا يُفَسِّرَانِ القرآنَ الكريمَ مِنْ رَأْسَيْهِمَـا، لكنهما أثبتا لنا أنهما كانا يكذبان علينا حينما قالا ذلك، فلقد تركا إجماعَ المفسرين على ما ذكرناه، وذهبا يُفَسِّرَانِ الآية الكريمة محل البيان بما يتناسب مع أهوائهما !!
يقول الإمام الطبري:
[ القول في تأويل قوله تعالى: {وَمَا مَنَعَنَا أَنْ نُرْسِلَ بِالآيَاتِ إِلا أَنْ كَذَّبَ بِهَا الأَوَّلُونَ}. يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: وَمَا مَنَعَنَا يَا مُحَمَّدُ أَنْ نُرْسِلَ بِالْآيَاتِ الَّتِي سَأَلَهَا قَوْمُكَ، إِلَّا أَنْ كَانَ مَنْ قَبْلَهُمْ مِنَ الْأُمَمِ الْمُكَذِّبَةِ، سَأَلُوا ذَلِكَ مِثْلَ سُؤَالِهِمْ، فَلَمَّا آتَاهُمْ مَا سَأَلُوا مِنْهُ كَذَّبُوا رُسُلَهُمْ، فَلَمْ يُصَدِّقُوا مَعَ مَجِيءِ الْآيَاتِ، فَعُوجِلُوا فَلَمْ نُرْسِلْ إِلَى قَوْمِكَ بِالْآيَاتِ، لَأَنَّا لَوْ أَرْسَلْنَا بِهَا إِلَيْهَا، فَكَذَّبُوا بِهَا سَلَكْنَا فِي تَعْجِيلِ الْعَذَابِ لَهُمْ مَسْلَكَ الْأُمَمِ قَبْلَهَا].([4])
يقول الإمام البغوي:
[ {وَمَا مَنَعَنَا أَنْ نُرْسِلَ بِالآيَاتِ } التي سألها كفار قريش { إِلا أَنْ كَذَّبَ بِهَا الأوَّلُونَ } فأهلكناهم فإنْ لَمْ يؤمِنْ قَومُكَ بعدَ إرسالِ الآياتِ أَهْلَكْتُهُم، لِأَنَّ مِنْ سُنَّتِنَا في الأمم إذا سألوا الآياتِ ثم لم يؤمنوا بعد إتيانها أن نهلكهم ولا نمهلهم ، وقد حكمنا بإهلاك هذه الأمة بالعذاب].([5])
يقول الإمام ابنُ كَثير:
[{وَمَا مَنَعَنَا أَنْ نُرْسِلَ بِالآيَاتِ} أَيْ: نَبْعَثُ الْآيَاتِ وَنَأْتِيَ بِهَا عَلَى مَا سَأَلَ قَوْمُكَ مِنْكَ، فَإِنَّهُ سَهْلٌ
عَلَيْنَا يَسِيرٌ لَدَيْنَا، إِلَّا أَنَّهُ قَدْ كَذَّبَ بِهَا الْأَوَّلُونَ بَعْدَمَا سَأَلُوهَا، وَجَرَتْ سُنَّتُنَا فِيهِمْ وَفِي أَمْثَالِهِمْ أَنَّهُمْ لَا يُؤَخَّرُونَ إِذَا كَذَّبُوا بِهَا بَعْدَ نُزُولِهَا، كَمَا قَالَ اللَّهُ تَعَالَى فِي الْمَائِدَةِ: {قَالَ اللَّهُ إِنِّي مُنزلُهَا عَلَيْكُمْ فَمَنْ يَكْفُرْ بَعْدُ مِنْكُمْ فَإِنِّي أُعَذِّبُهُ عَذَابًا لَا أُعَذِّبُهُ أَحَدًا مِنَ الْعَالَمِينَ} ].([6])
يقول الإمام الألوسي:
[{ وَمَا مَنَعَنَا أَن نُّرْسِلَ بالآيات } أي الآيات التي اقترحتها قريش، فقد أخرج أحمد والنسائي والحاكم وصححه والطبراني وغيرهم عن ابن عباس قال: سأل أهلُ مَكَّةَ النبيَّ صلى الله عليه وسلم أن يجعل لهم الصَّفَا ذَهَبًا وأن يُنَحِّيَ عنهم الجبالَ فيزرعوا، فقيل له: إن شِئْتَ أن تستأني بهم وإن شئتَ أن تؤتيهم الذي سألوا فإنْ كفروا أهلكوا كما أهلكت من قبلهم من الأمم فقال عليه الصلاة والسلام: لا بل أستأني بهم فأنزل الله تعالى هذه الآية .. أي وما منعنا الإرسال أو من الإرسال بالآيات إِلاَّ أنْ كَذَّبَ بهَا} أي بجنسها {الأَوَّلُونَ} الأولون من الأمم السابقة المقترحة].([7])
وفي تفسير الجلالين: السيوطي والمحلي:
[“وَمَا مَنَعَنَا أَنْ نُرْسِل بِالْآيَاتِ” الَّتِي اقْتَرَحَهَا أَهْل مَكَّة “إلَّا أَنْ كَذَّبَ بِهَا الْأَوَّلُونَ” لَمَّا أَرْسَلْنَاهَا فَأَهْلَكْنَاهُمْ وَلَوْ أَرْسَلْنَاهَا إلَى هَؤُلَاءِ لَكَذَّبُوا بِهَا وَاسْتَحَقُّوا الْإِهْلَاك، وَقَدْ حَكَمْنَا بِإِمْهَالِهِمْ لِإِتْمَامِ أَمْر مُحَمَّد صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ].([8])
يقول الشوكاني:
[ قال المفسرون : إن أهل مكة سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يجعل لهم الصفا ذَهَبًا وأن يُنَحِّيَ عنهم جبالَ مَكَّةَ ، فأتاه جبريل فقال: إن شئتَ كان ما سأل قومك، ولكنهم إنْ لم يؤمنوا بها يمهلوا وإن شئتَ استأنيتَ بهم ، فأنزل اللهُ هذه الآية ، والمعنى: وما منعنا من إرسال الآيات التي سألوها إِلَّا تكذيب الأوّلين ، فإنْ أرسلناها وكذب بها هؤلاء عُوجِلُوا ولم يُمْهَلُوا كما هو سُنَّةُ الله سبحانه في عِبَادِهِ ].([9])
يقول الشيخ السعدي:
[ ذكر تعالى رحمته بعدم إنزاله الآيات التي يقترح بها المكذبون .. فإذا كَذَّبوا بها عَاجَلَهُم الْعِقَابُ وَحَلَّ بهم من غير تأخير كما فَعَلَ بالأولين الذين كذبوا بها].([10])
يقول الشيخ أبو بكر الجزائري:
[ { أن نرسل بالآيات } : أي بالآياتِ الَّتِي طلبها أهلُ مَكَّةَ كتحويل الصَّفَا إلى جبل ذهب، أو إزالة جبال مكة لِتَكُونَ أَرْضًا زِرَاعِيَّةً وإجراءِ الْعُيُونِ فيها. { إِلَّا أَنْ كَذَّبَ بِهَا الْأَوَّلُونَ } : إذْ طالب قَومٌ بالآية، ولما جاءتهم كفروا بها فأهلكهم الله تعالى].([11])
وبناءً على ما سبق أقول إِنَّ زكريا بطرس ورشيد حمامي وغيرَهما ممن يحاول نفيَ معجزات الرسول صلى الله عليه وسلم استدلالًا بهذه الآية غنما كانوا يكذبون ويفترون ويخدعون النصارى المساكين!!
تمت بحمد الله
كتبه أبو عمر الباحث
غفر الله له ولوالديه
صباح الأربعاء يوم 7 من جمادى الأولى لعام 1439 هجريا
الموافق 24 من يناير لعام 1018 ميلاديا