فرية أمر معاوية بسبِّ عليِّ بن أبي طالب !

قناة مكافح الشبهات . أبو عمر الباحث

نسف شبهات الروافض حول الصحابي معاوية بن أبي سفيان

فرية معاوية بن أبي سفيان سَنََّ شتم علي بن أبي طالب على المنابر !

لتحميل البحث بصيغة pdf اضغط هنا

 

الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه

وبعد:

 هذه سلسلة ردود علمية على شبهات  الشيعة الروافض حول الصحابة رضي الله عنهم.

قالوا: كيف تحبون معاوية وتوالونه وهو الذي سَنََّ سَبََّ عليِّ بن أبي طالب على المنابر ؟

 واستدلوا بما رواه الطبري قال:

{ قال هشام بن مُحَمَّد، عن أبي مخنف، عن المجالد بن سعيد، والصقعب ابن زهير، وفضيل بن خديج، والحسين بن عُقْبَةَ المرادي، قَالَ: كُلٌّ قَدْ حَدَّثَنِي بَعْضَ هَذَا الْحَدِيثِ، فَاجَتْمَعَ حديثهم فِيمَا سقت من حديث حجر ابن عدي الكندي وأَصْحَابه: أن مُعَاوِيَة بن أَبِي سُفْيَانَ لما ولي الْمُغِيرَة بن شُعْبَةَ الْكُوفَة فِي جمادى سنة إحدى وأربعين دعاه، فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ: أَمَّا بَعْدُ فإن لذي الحلم قبل الْيَوْم مَا تقرع العصا… وَقَدْ أردت إيصاءك بأشياء كثيرة، فأنا تاركها اعتمادا عَلَى بصرك بِمَا يرضيني ويسعد سلطاني، ويصلح بِهِ رعيتي، ولست تاركا إيصاءك بخصلة: لا تَتَحَمَّ عن شتم علي وذمه، والترحم عَلَى عُثْمَـانَ والاستغفار لَهُ، والعيب عَلَى أَصْحَاب علي، والإقصاء لَهُمْ، وترك الاستماع مِنْهُمْ، وبإطراء شيعة عُثْمَـان رضوان اللَّه عَلَيْهِ، والإدناء لهم، والاسماع مِنْهُمْ فَقَالَ الْمُغِيرَة: قَدْ جربت وجربت، وعملت قبلك لغيرك، فلم يذمم بي دفع وَلا رفع وَلا وضع، فستبلو فتحمد أو تذم قَالَ: بل نحمد إِنْ شَاءَ اللَّهُ }.(1)

وللرد على هذا الافتراء أقول:

أولا: الرواية  غير صحيحة:

فسندها تالف ساقط مليء بالعلل التي تمنعنا من قبوله.

والمسلمون لا يقبلون في دينهم خبرًا حتى تنطبق عليه شروط قبول الرواية بقسميه الصحيح والحسن, وللصحيح شروط خمس وهي:

اتصال السند.

عدالة الرواة.

ضبط الرواة.

انتفاء الشذوذ.

انتفاء العلة.

قال أبو عمرو بن الصلاح :{ أَمَّا الْحَدِيثُ الصَّحِيحُ: فَهُوَ الْحَدِيثُ الْمُسْنَدُ الَّذِي يَتَّصِلُ إِسْنَادُهُ بِنَقْلِ الْعَدْلِ الضَّابِطِ عَنِ الْعَدْلِ الضَّابِطِ إِلَى مُنْتَهَاهُ ، وَلَا يَكُونُ شَاذًّا ، وَلا مُعَلَّلًا }.(2)

علل الرواية:

العلة الأولى: هشام بن محمد بن السائب الكلبي.

قال الإمام الذهبي:

{ قال أحمد بن حنبل: إنما كان صاحب سَمَرٍ وَنَسَبٍ، مَا ظَنَنْتُ أنَّ أَحَدًا يُحَدِّثُ عَنْهُ.

وقال الدارقطنيُّ وغيره: متروك.

وقال ابنُ عساكر: رافضي؛ ليس بثقة.

وقال الذهبي: وهشام لا يُوثق به }.(3)

العلة الثانية: أَبُو مِخْنَف؛ لُوط بن يحيى.

قال الإمام الذهبي:
{ لُوط بن يحيى أبو مِـخْنَـف؛ أخباري تالف لا يوثق به.

 تركه أبو حاتم وغيره.

وقال الدَّارَقُطْنِيُّ: ضعيف.

 وقال ابنُ مَعِينٍ: ليس بثقة. وقال مرة ليس بشيء.

وقال ابنُ عَدِيٍّ: شِيعِيٌّ مُحترق صاحبُ أخبارهم }.(4)

العلة الثالثة: الانقطاع.

المجالد بن سعيد، والصقعب ابن زهير، وفضيل بن خديج، والحسين بن عُقْبَةَ المرادي؛ كل هؤلاء لم يدركوا هذه الوقائع فجميعهم وُلِدُوا بعد موت معاوية رضي الله عنه.!

أضف إلى ذلك أن مجالد بن سعيد ضعيف, وفضيل بن خديج قال أبو حاتم الرازي مجهول والراوي عنه متروك. والحسين بن عقبة لم أجد له ترجمة, والثقة الوحيد فيهم هو الصقعب بن زُهَير, وكما قلت أنه لم يدرك زمان معاوية رضي الله عنه ولا حتى رآه.!!

وعليه فالرواية ساقطة تالفة, لا تقوم بها حجة.!!

ثانيا: محققا تاريخ الطبري يُضَعِّفُونَ الرواية:

هذه الرواية ذكرها محققا تاريخ الطبري وقالا:

{ إسناده تالف, وفي متنه نكارة }.(5)

ثالثا: طالما أن الرواية ضعيفة فلماذا ذكرها الطبري:

الرافضة بسبب جهلهم بكتب أهل السُّنَّة والجماعة يسألون دائما هذا السؤال بعد أن ننسف لهم افتراءاتهم عن الصحابة؛ طالما أن الرواية ضعيفة, فلماذا يرويها الإمام الطبري في تاريخه؟؟

وهذا نفس السؤال الذي يسأله أتْبِاعُ عدنان إبراهيم بعد نسف الروايات محل استدلالهم !

وللرد على هذا السؤال أقول:

علماؤنا مثل الإمام الطبري وغيره حينما صنفوا كتبهم  هذه لم يشترطوا الصحة في كل ما ينقلونه

بل كان هدفهم الوحيد هو جمع وتدوين كل ما قيل في الحقبة التاريخية الخطيرة.

وسنضرب على ذلك مثالًا من كلام الإمام الطبري نفسه في مقدمة تاريخه.

قال الإمام الطبريُّ:

{فَمَـا يَكُنْ فِي كِتَابِي هَذَا مِنْ خَبَرٍ ذَكَرْنَاهُ عَنْ بَعْضِ الْـمَـاضِينَ، مِمَّا يَسْتَنْكِرُهُ قَارِئُهُ، أَوْ يَسْتَشْنِعُهُ سَامِعُهُ مِنْ أَجْلِ أَنَّهُ لَمْ يَعْرِفْ لَهُ وَجْهاً فِي الصِّحَّةِ وَلَا مَعْنَى فِي الْـحَقِيقَةِ، فَلْيَعْلَمْ أَنَّهُ لَمْ يُؤْتَ ذَلِكَ مِنْ قِبَلِنَا، وَإِنَّمَـا أُتِىَ مِنْ قَبَلِ بَعْضِ نَاقِلِيهِ إِلَيْنَا، وَإِنَّا إِنَّمـَا أَدَّيْنَا ذَلِكَ عَلَى نَحْوِ مَا أُدِّيَ إِلَيْنَا }.(6)

فهذا الإمام الطبري جزاه الله خيرا يُصَرِّحُ أنه مجرد ناقل أمين لهذه التركة الضخمة من الأقوال والأفعال المروية إليه بالأسانيد, فجمع غفر الله له كل ما يقال بسنده, وتركه لنا.

فهل يجوز لنا أن نأخذ نحن كل ما في الكتاب دون بحث أو تمحيص أو تحقيق, وننسب للصحابة رضي الله عنه هذه الأهوال والروايات المكذوبة التي تنسب إليهم كل خبيث ومنكر ؟

رابعا: كتب أخرى تذكر الرواية:

هذه الرواية ذكرها الإمامُ ابن الأثير في كتابه الكامل في التاريخ.(7)

كثيرًا ما يحتج علينا بعضُ الرافضة وأتباع عدنان إبراهيم كذلك بعد أن ننسف ادعاءاتهم حول الصحابة بأن هناك كتبا أخرى غير تاريخ الطبري ذكرت نفس الرواية !

والرد الذي قلته سابقا يحوي الرد على هذه الفكرة.

ولكني أزيد فأقول: نحن كمسلمين من أهل السنة والجماعة لا نقبل خبرًا حتى تنطبق عليه شروط قبول الرواية التي ذكرناها آنفًا.

وأما أصحاب الكتب التي ذكرت الرواية فليس بينهم وبين أصحاب هذه الواقعة إسناد إليهم.

فإذا كنا رفضنا الرواية التي نعرف مَن الذي رواها لأنَّ فيها كذابين أو ضعفاء أو انقطاعا, فهل نقبل الرواية التي لا سند لها أصلا ؟؟ قليل من العقل يا سادة !!

خامسا: الرواية تخالف الصحيح الثابت:

قال الإمام الذهبي:                                  

 { جَاءَ أَبُو مُسْلِمٍ الخَوْلاَنِيُّ وَأُنَاسٌ إِلَى مُعَاوِيَةَ، وَقَالُوا: أَنْتَ تُنَازِعُ عَلِيًّا، أَمْ أَنْتَ مِثْلُهُ ؟

فَقَالَ: لاَ وَاللهِ، إِنِّيْ لأَعْلَمُ أَنَّهُ أَفْضَلُ مِنِّي، وَأَحَقُّ بِالأَمْرِ مِنِّي، وَلَكِنْ أَلَسْتُم تَعْلَمُوْنَ أَنَّ عُثْمَـانَ قُتِلَ مَظْلُوْماً، وَأَنَا ابْنُ عَمِّهِ، وَالطَّالِبُ بِدَمِهِ، فَائْتُوْهُ، فَقُوْلُوا لَهُ، فَلْيَدْفَعْ إِلَيَّ قَتَلَةَ عُثْمَـانَ، وَأُسْلِمَ لَهُ.

فَأَتَوْا عَلِيّاً، فَكَلَّمُوْهُ، فَلَمْ يَدْفَعْهُم إِلَيْهِ }.(8)

وقال المحققون: رجاله ثقات.

فهذا إقرار من معاوية لعليٍّ رضي الله عنهما بالخلافة وأنه أفضل منه وأحق بأمر الخلافة منه.

فلماذا سيشتمه ؟!

سادساً: من فمك أُدينك:

سنفترض أن الرواية صحيحة – وهي مكذوبة قطعًا- فإن كتبكم يا رافضة تجعل مَنْ يَسُبُّ عليًا في حِلٍّ وليس عليه أي مؤاخذة.!!

قال المجلسيُّ:

{ عَنْ عليًّ قال: مَنْ سَبَّنِي فَهُوَ فِي حِلٍّ مِنْ سَبِّي }.(9)

سؤال للرافضة:

إذا كان معاوية يأمر بشتم عليِّ بن أبي طالب رضي الله عنه فهل يجعل هذا ابنه الحسن بن علي رضي الله عنه يتعامل مع معاوية معاملة المُحِبِّ, ويذهب إليه ليأخذ منه المال ؟؟

بل كان معاوية رضي الله عنه يجزل له العطاء, ويعطيه ما لم يعطه أحدًا مثله قبه ولا بعده.!

قال الإمام ابنُ كثير:

{ قَدِمَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ عَلَى مُعَاوِيَةَ فَقَالَ: لَأُجِيزَنَّكَ بِجَائِزَةٍ لَمْ يُجِزْ بِهَا أَحَدٌ كَانَ قَبْلِي. فَأَعْطَاهُ أَرْبَعَمِائَةِ أَلْفِ أَلْفٍ. وَوَفَدَ إِلَيْهِ مَرَّةً الْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ فَأَجَازَهُمَا عَلَى الْفَوْرِ بِمِائَتَيْ أَلْفٍ، وَقَالَ لَهُمَا: مَا أَجَازَ بِهَا

أَحَدٌ قَبْلِي. فَقَالَ لَهُ الْحُسَيْنُ: وَلَمْ تُعْطِ أَحَدًا أَفْضَلَ مِنَّا }.(10)

والخلاصة أن هذه مجرد أكاذيب وخرافات حشرها الرافضة في عقول أتباعهم.

 وقبل أن يعترض أحد المعترضين قائلًا هناك روايات أخرى لم تجب عليها, فأبشره أن هذا البحث هو طليعة الموضوع فقط.

وقريبا يأتيكم تفنيد بقية الروايات التي يستدل بها هؤلاء الرافضة ومن سار على دربهم من أتباع عدنان إبراهيم.

والله الموفق والمستعان ،،،،

مراجع البحـث:

 (1)  تاريخ الرسل والملوك للإمام محمد بن جرير الطبري ج5 ص253 ، ط دار المعارف – القاهرة, ت: محمد أبو الفضل إبراهيم.

 (2)  علوم الحديث للإمام أبي عمرو بن الصلاح ص11، ط دار الفكر المعاصر – لبنان،  دار الفكر –  سوريا، ت: نور الدين عنتر.

 (3)  ميزان الاعتدال في نقد الرجال للإمام الذهبي  ج7 ص89، ط دار الكتب العلمية – بيروت، ت: مجموعة من المحققين.

 (4)  ميزان الاعتدال في نقد الرجال للإمام الذهبي  ج5 ص508، ط دار الكتب العلمية – بيروت، ت: مجموعة من المحققين.

 (5)  ضعيف تاريخ الطبري للشيخين محمد صبحي حسن حلاق, محمد طاهر البرزنجي ج9 ص84 ، ط دار ابن كثير – بيروت.

 (6)  تاريخ الرسل والملوك للإمام محمد بن جرير الطبري ج1 ص8 ، ط دار المعارف – القاهرة, ت: محمد أبو الفضل إبراهيم.

 (7)  الكامل في التاريخ للإمام أبي الحسن ابن الأثير ج3 ص326, ط دار الكتب العلمية – بيروت، ت: أبي الفداء عبد الله القاضي.

 (8)  سير أعلام النبلاء للإمام شمس الدين الذهبي ج3 ص140, ط مؤسسة الرسالة – بيروت، ت: شعيب الأرنؤوط وآخرون.

 (9)  بحار الأنوار للرافضي المجلسي ج34، ص19, طبعة مؤسسة الوفاء – بيروت.

(10) البداية والنهاية للإمام عماد الدين بن كثير ج11 ص444 ط  دار هجر –  الجيزة، ت: د/ عبد الله بن عبد المحسن التركي.

 

تمت بحمد الله

كتبه أبو عمر الباحث

غفر الله له ولوالديه

15 تعليقات

  1. بسم الله كل رد يغفل حقيقة يرتد على صاحبه ويصير حجة عليه ومحل سخرية به . لعن الله الشيعة ولكن ما تفعل أخي بحديث مسلم ؟ حيث سأل معاوية سعدا “مالك لا تسب أبا تراب” ؟ لعن بنيأمية لعلي مشعور بالغ مبلغ التواتر التاريخي والذي رفع اللعن هو الخليفة السادس عمر بن عبد العزيز . فليس هكذا تنصروا الاسلام والحقيقة معاوية بشر وليس بمعصوم ومن قاتل عليا لا حرج عليه أن يسبه لعمر الله القتال أكثر من السب . وتوريث يزيد أعظم من السب ويغفرالله له (تلك أمة قد خلت لها ما كسبت …ولا تسألون عما كانوا يعملون) (ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالايمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رؤف رحيم)

  2. جزاكم الله كل الخير وجعلكم سيوف الحق تضربون بها كل المشكيكين والطاعنين فى اصحاب رسول الله ”صل الله عليه وسلم ” رضى الله عنهم وارضاهم وجعلنا على طريق رسول الله وصحبه الاخيار وعلى ابابكر وعمر وعثمان وعلى وامنا عائشة رضيى الله عنهم وارضاهم اجمعين

  3. صحيح مسلم – فضائل الصحابة – من فضائل علي بن أبي طالب (ر) – رقم الحديث : ( 4420 ) ‏- حدثنا : ‏ ‏قتيبة بن سعيد ‏ ‏ومحمد بن عباد ‏ ‏وتقارباً في اللفظ ‏ ‏قالا ، حدثنا : ‏ ‏حاتم وهو إبن إسماعيل ‏ ‏، عن ‏ ‏بكير بن مسمار ‏ ‏، عن ‏ ‏عامر بن سعد بن أبي وقاص ‏ ‏، عن ‏ ‏أبيه ‏ ‏قال : ‏أمر ‏ ‏معاوية بن أبي سفيان ‏ ‏سعداً ‏، ‏فقال : ما منعك أن تسب ‏ ‏أبا التراب ‏، ‏فقال : أما ما ذكرت ثلاثاً قالهن له رسول الله ‏ (ص) ‏ ‏فلن أسبه لأن تكون لي واحدة منهن أحب إلي : من ‏ ‏حمر النعم ‏ سمعت رسول الله ‏ (ص) ‏ ‏يقول له ‏ ‏خلفه ‏ ‏في بعض مغازيه ، فقال له ‏ ‏علي ‏ ‏يا رسول الله ‏ ‏خلفتني ‏ ‏مع النساء والصبيان ، فقال له رسول الله ‏ (ص) ‏ ‏أما ‏ ‏ترضى أن تكون مني بمنزلة ‏ ‏هارون ‏ ‏من ‏ ‏موسى ‏ ‏ألا إنه لا نبوة بعدي ، وسمعته يقول يوم ‏ ‏خيبر : ‏لأعطين الراية رجلاً يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله ، قال : فتطاولنا لها ، فقال : إدعوا لي ‏ ‏علياً ‏ ‏فأتي به ‏ ‏أرمد ، ‏فبصق في عينه ودفع الراية إليه ففتح الله عليه ولما نزلت هذه الآية ‏: فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ‏دعا رسول الله ‏ (ص) ‏ ‏علياً ‏ ‏وفاطمة ‏ ‏وحسناً ‏ ‏وحسيناًً ‏، ‏فقال : اللهم هؤلاء أهلي. ‏

    • أما رواية صحيح مسلم فهي واضحة لا تحتاج إلى كلام كثير.
      يقول الإمام النووي:
      { فَقَوْلُ مُعَاوِيَةَ هَذَا لَيْسَ فِيهِ تَصْرِيحٌ بِأَنَّهُ أَمَرَ سَعْدًا بِسَبِّهِ وَإِنَّمَا سَأَلَهُ عَنِ السَّبَبِ الْمَانِعِ لَهُ مِنَ السَّبِّ كَأَنَّهُ يَقُولُ هَلِ امْتَنَعْتَ تَوَرُّعًا أَوْ خَوْفًا أَوْ غَيْرَ ذَلِكَ فَإِنْ كَانَ تَوَرُّعًا وَإِجْلَالًا لَهُ عَنِ السَّبِ فَأَنْتَ مُصِيبٌ مُحْسِنٌ وَإِنْ كَانَ غَيْرُ ذَلِكَ فَلَهُ جَوَابٌ آخَرُ ولَعَلَّ سَعْدًا قَدْ كَانَ فِي طَائِفَةٍ يَسُبُّونَ فَلَمْ يَسُبَّ مَعَهُمْ وَعَجَزَ عَنِ الْإِنْكَارِ وَأَنْكَرَ عَلَيْهِمْ فَسَأَلَهُ هَذَا السُّؤَالَ قَالُوا وَيَحْتَمِلُ تَأْوِيلًا آخَرَ أَنَّ مَعْنَاهُ مَا مَنَعَكَ أَنْ تُخَطِّئَهُ فِي رَأْيِهِ وَاجْتِهَادِهِ وَتُظْهِرَ لِلنَّاسِ حُسْنَ رَأْيِنَا وَاجْتِهَادِنَا وَأَنَّهُ أَخْطَأَ }. شرح النووي على صحيح مسلم ج15 ص175 ط دار إحياء التراث العربي – بيروت.
      ثم نقول معلوم أن العرب إذا أرادت ان تكرم شخصا تناديه بكنيته ولا تناديه باسمه مجردا.
      فلماذا يستخدم معاوية أفضل كُنية لعلي بن أبي طالب { أبو تراب } وهي الكُنية التي كنَّاه بها النبي صلى الله عليه وسلم ؟
      فهل يجتمع التكريم ورفعة المنزلة مع الأمر بالسب والشتم في سياق واحد ؟
      ثم الرواية تقول ما منعك ؟ وما استفهامية وليست إلزامية.
      وقوله أمر معاوية سعدا هي من كلام وتصرف بكير بن مسمار راوي الخبر عن عامر بن سعد بن أبي وقاص, ويدل على كلامي أنه لو كان معاوية أمر سعدا بذلك لقال سعد { أمرني معاوية }.
      أما وقد قال أمر معاوية سعدا فهذا يعني أن الكلام ليس لسعد وإنما هو لغيره. فإما أن يكون ولده عامر وإما بكير بن مسمار.
      والأقرب أنه من تصرف بُكير بن مسمار فقد تكلم فيه العلماء وقال البخاري فيه بعض النظر. وذكره الذهبي في المغني في الضعفاء.
      وغيرهما !
      ثم إننا لو سلّمنا لكم أن معاوية أمر سعدا بسب عليٍّ بالفعل, فهذا يعني أن معاوية لم يكن يعلم بهذه الفضائل التي قالها النبي صلى الله عليه وسلم في حق علي, فلما علم سكت ولم يصر على ذلك.
      ثم إننا أهل السنة والجماعة حتى لو وقع شيء من ذلك بين الصحابة لا نخوض فيه لأنهم جميعا رضي الله عنهم حملة هذا الدين ونقلته إلينا. ويكفيهم شرف الصحبة للنبي صلى الله عليه وسلم. فنحن نترضى عنهم أجمعين.
      هذه كتبنا ومن أراد أن يستدل منها فليلتزم بفهمنا لها.

      ثم أقول أنه لو كان فهمك للرواية صحيحا, فلماذا لا نجد رواية أخرى صحيحة تقول أن معاوية سب عليا ؟
      ثم إذا كان معاوية يسب عليا فلماذا لم يُنقل ذلك إلينا بأسانيد صحيحة ؟؟
      ثم لماذا يضع الحسن والحسين أيديهما في يد من يسب أباهما ؟؟
      أليس هذا طعنا صريحا في الحسن والحسين ؟؟
      ملحوظة:
      لا تذهب لتأتيني بروايات ضعيفة تزعم أن معاوية سب عليا. فهذه الروايات أنا أعرفها جيدا وأعلم ضعفها كلها.
      كما لا ينبغي أبدًا أن تأتيني برواية تقول أن المغيرة بن شعبة يسب عليا رضي الله عنهما.
      فالكلام الآن عن معاوية رضي الله عنه فقط.

      • اقرأ نهج البلاغة أخي الكريم بارك الله فيك حتى تفهم كل وجهة نظر. انصحك بقراءة كتاب فقه الإمام الصادق من تصانيف محمد أبو زهرة ( سني )
        و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    • يقول الإمام النووي وهو من أفضل شُرَّاح صحيح مسلم:
      { فَقَوْلُ مُعَاوِيَةَ هَذَا لَيْسَ فِيهِ تَصْرِيحٌ بِأَنَّهُ أَمَرَ سَعْدًا بِسَبِّهِ وَإِنَّمَا سَأَلَهُ عَنِ السَّبَبِ الْمَانِعِ لَهُ مِنَ السَّبِّ كَأَنَّهُ يَقُولُ هَلِ امْتَنَعْتَ تَوَرُّعًا أَوْ خَوْفًا أَوْ غَيْرَ ذَلِكَ فَإِنْ كَانَ تَوَرُّعًا وَإِجْلَالًا لَهُ عَنِ السَّبِ فَأَنْتَ مُصِيبٌ مُحْسِنٌ وَإِنْ كَانَ غَيْرُ ذَلِكَ فَلَهُ جَوَابٌ آخَرُ ولَعَلَّ سَعْدًا قَدْ كَانَ فِي طَائِفَةٍ يَسُبُّونَ فَلَمْ يَسُبَّ مَعَهُمْ وَعَجَزَ عَنِ الْإِنْكَارِ وَأَنْكَرَ عَلَيْهِمْ فَسَأَلَهُ هَذَا السُّؤَالَ قَالُوا وَيَحْتَمِلُ تَأْوِيلًا آخَرَ أَنَّ مَعْنَاهُ مَا مَنَعَكَ أَنْ تُخَطِّئَهُ فِي رَأْيِهِ وَاجْتِهَادِهِ وَتُظْهِرَ لِلنَّاسِ حُسْنَ رَأْيِنَا وَاجْتِهَادِنَا وَأَنَّهُ أَخْطَأَ }. شرح النووي على صحيح مسلم ج15 ص175 ط دار إحياء التراث العربي – بيروت.

      يقول الإمام القرطبي الكبير:
      { وهذا الحديث : يدل على معرفة معاوية بفضل علي ـ رضى الله عنه ـ ومنزلته ، وعظيم حقه ، ومكانته ، وعند ذلك يبعد على معاوية أن يصرح بلعنه وسبه ؛ لما كان معاوية موصوفًا به من الفضل والدين ، والحلم ، وكرم الأخلاق ، وما يروى عنه من ذلك فأكثره كذب لا يصح . وأصح ما فيها قوله لسعد بن أبي وقاص : ما يمنعك أن تسب أبا التراب ؟ وهذا ليس بتصريح بالشيء؛ وهذا ليس بتصريح بالشيء ؛ وإنَّما هو سؤال عن سبب امتناعه ليستخرج ما عنده من ذلك ، أو من نقيضه ، كما قد ظهر من جوابه ، ولما سمع ذلك معاوية سكت ، وأذعن ، وعرف الحق لمستحقه ، ولو سلمنا : أن ذلك من معاولة حمل على السَّب ، فإنَّه يحتمل أن يكون طلب منه أن يسبَّه بتقصير في اجتهاد ، في إسلام عثمان لقاتليه ، أو في إقدامه على الحرب والقتال للمسلمين ، وما أشبه ذلك مما يمكن أن يقصر بمثله من أهل الفضل ، وأما التصريح باللعن ، وركيك القول ، كما قد اقتحمه جهَّال بني أمية وسفلتهم ، فحاشا معاوية منه ، ومن كان على مثل حاله من الصحبة ، والدين ، والفضل ، والحلم ، والعلم ، والله تعالى أعلم }. المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم (20/ 30)

      ثم نقول معلوم أن العرب إذا أرادت ان تكرم شخصا تناديه بكنيته ولا تناديه باسمه مجردا.
      فإذا أراد معاوية سب علي بن أبي طالب, فلماذا يستخدم معاوية أفضل كنية لعلي بن أبي طالب { أبو تراب } وهي الكنية التي كنَّاه بها النبي صلى الله عليه وسلم ؟
      فهل يجتمع التكريم ورفعة المنزلة مع الأمر بالسب والشتم في سياق واحد ؟
      ثم الرواية تقول ما منعك ؟ وما استفهامية وليست إلزامية.
      وقوله أمر معاوية سعدا هي من كلام بُكير بن مسمار راوي الخبر عن عامر بن سعد بن أبي وقاص, ويدل على كلامي أنه لو كان معاوية أمر سعدا بذلك لقال سعد { أمرني معاوية }.
      أما وقد قال أمر معاوية سعدا فهذا يعني أن الكلام ليس لسعد وإنما هو لغيره.
      فإما أن يكون ولده عامر وإما بكير بن مسمار. والأقرب أنه من تصرف بُكير بن مسمار فقد تكلم فيه العلماء وقال البخاري: [ فيه بعض النظر ].
      وذكره الذهبي في المغني في الضعفاء. وقال: [ فيه شيء] وغيرهما !
      ثم إننا لو سلّمنا لكم أن معاوية أمر سعدا بسب علي بالفعل, فهذا يعني أن معاوية لم يكن يعلم بهذه الفضائل التي قالها النبي صلى الله عليه وسلم في حق علي, فلما علم سكت ولم يصر على ذلك.
      ثم إننا أهل السنة والجماعة حتى لو وقع شيء من ذلك بين الصحابة لا نخوض فيه لأنهم جميعا رضي الله عنهم حملة هذا الدين ونقلته إلينا.
      ويكفيهم شرف الصحبة للنبي صلى الله عليه وسلم. فنحن نترضى عنهم أجمعين.
      هذه كتبنا ومن أراد أن يستدل منها فليلتزم بفهمنا لها.
      ثم أقول أنه لو كان فهمك للرواية صحيحا, فلماذا لا نجد رواية أخرى صحيحة تقول أن معاوية سب عليا ؟
      ثم إذا كان معاوية يسب عليا فلماذا لم يُنقل ذلك إلينا بأسانيد صحيحة ؟؟
      ثم لماذا يضع الحسن والحسين أيديهما في يد من يسب أباهما ؟؟
      أليس هذا طعنا صريحا في الحسن والحسين ؟؟ بالله عليك هل تضع يدك وتبايع شخصا سب أباك ؟؟

  4. والله إنك لتعلم أن هذه التبريرات أقل من أن تصدق لمل من حرره الله من عبودية الناس و تقديسهم.
    لن تصل إلى شيء بلعل او عسى اخي الكريم،
    رميتني بانني من أصحاب البدع، فإن كنت محقا فإني أدعو الله أن يهديني و يرحمني وإن كنت مخطئاً عفا الله عنك
    الحسن والحسين رضي الله عنهما أخذا من مال الله من خزائن المسلمين و ليس بفضل معاوية او من ماله

    اشرح الإمام النووي رحمه الله أفضل التفاسير لهذا الحديث؟ لماذا حجرتم على المسلمين أن يتبنوا و يصدقوا بآراء الأئمة كأنه قرآن و لا يمكن أن يكون الحديث واضحا في أمر معاوية بسب علي و قد تواترت الاخبار و مدونو السير على أن عليا كان يلعن على المنابر. لماذا نخبئ هذا ؟

    إن معاوية ليس من الأوائل السابقين كأبي بكر و لا بدريا كعمر و لا متبعا ناصرا للرسول كعثمان رضي الله عنهم. معاوية لم يكن لا مهاجرا و لا انصاريا. لا من بيعة الرضوان إنما أسلم عام الفتح و كان و ابوه من الطلقاء و المؤلفة قلوبهم.

    معاوية كان داهية لذا أنصحك أخي أن تتتبع أخباره و تعرفه قبل تكرار التبريرات اللتي نقلت إلينا عبر العصور.
    القرآن الكريم هو أول ينبوع لتنهل منه ثم 7اول أن تعرف ما صح عن آل البيت و الصحابة الذين نصروا عليا رضي الله عنه.

    في صلواتنا نصلي و نسلم على سيدنا محمد وعلى آله و ليس على من ناصب لهم العداء بدهاء قليلا ما أحسنوا اليهم ليغطوا به كثير ما نكلوا بهم.

    من هو اب زياد بن ابيه؟
    كيف يجمع شمل امة قتل ابن دعيها )عبيد الله بن زياد بن ابيه ( زياد ابن معاوية من الزنا ) ابن نبيها ( الحسين رضى الله عنه )

    • معذرة زياد بن ابيه الحقه معاوية بأبي سفيان إذن فزياد أخو معاوية من الزنا و ليس ابنه.

    • نرجع ونقول أن الحسن والحسين رضي الله عنهما أخذا بالفعل من بيت مال المسلمين, ومن الذي أعطاهما ؟؟
      أليس هو معاوية بن أبي سفيان ؟؟
      أليس هو الخليفة وقتها ؟؟ أوليس لو أراد منع العطاء عنهما لكان منعه ؟؟
      عموما أن أذكر مثل هذا الموقف فقط لأظهر للناس أن العلاقة بينهم كانت على خير ما يرام.
      نعم شرح النووي على صحيح مسلم هو أفضل الشروح, وحتى إن كان العلماء يخالفونه في بعض الأمور, ولكن يظل شرحه أفضل شرح لصحيح مسلم.
      وأرجو أن تعطيني الأدلة الصحيحة المتواترة أن معاوية كان يلعن عليا على المنابر !!
      أنا لا أنكر أن لعن عليّ عليه السلام حدث في خلافة بني أمية.
      ولكن ليس من معاوية رضي الله عنه إطلاقًا، وإنما وقع اللعن من غيره.
      وأنا أترضى على جميع الصحابة وعلى أهل بيت نبينا محمد صلى الله عليه وسلم.
      وكلهم تيجان فوق رأسي ورأس كل مسلم.
      ملحوظة:
      لا تظن أني أترضى على يزيد أو على من قتل الحسين رضي الله عنه.
      بل قاتل الحسين مجرم ملعون, لعنة الله عليه وعلى من رضي بفعله.
      وهل سنظل نلعن الناس بما اقترفه آباؤهم في الجاهلية قبل إسلامهم ؟؟
      ما ذنب زياد بن أبي سفيان في طريقة ولادته, أنا لا أدافع عنه, بل أريد فقط وضع الضوابط الشرعية في مكانها الشرعي.

  5. السلام عليكم شيخنا ابو عمر الباحث
    ماقولك فيما ينسب للصحابي المغيره بن شعبة من الخوض في الامام علي كرم الله وجهه مما اخرجه الامام احمد في فضائل الصحابة و مسنده .. و جزاك الله خيرا

    • إن الحسن والحسين حين أخذ المال من معاوية فهو حق لهما من بيت مال المسلمين وليس منة منه
      وهذا من حقوق أهل البيت وما كان لهما أن يأخذا شيئا ليس من حقهما فاعلم أيها المتكلم عمن تتكلم قبل ان تزل وتخطئ ، رضي الله عن الصحابة أجمعين ونعوذ بالله من الفرقة بين المسلمين

    • وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
      هذا سند صحيح ثابت، وقد وقع ذلك من المغيرة بن شعبة رضي الله عنه في حق سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه.
      نسأل الله أن يغفر لنا ولهم ويلحقنا بهم على خير.

      • بارك الله فيك شيخنا الفاضل
        لكن كيف نرد على الشيعه الاماميه في قولهم كان علي يسب على المنابر من ولاة معاويه و خطباءه ؟
        و جزاكم الله خيرا ونفع بكم

اترك ردّاً