اعتراض على حديث خلق السموات والأرض وجوابه

اعتراض على حديث خلق السموات والأرض في ستة أيام وجوابه

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه وبعد:

فقد اعترض أحد الإخوة على الحديث المشهور في خلق السموات والأرض الموجود في صحيح مسلم، فقال:

—————–

بما أنك استثنيت خلق آدم وقلت لا دخل له في خلق السماوات والأرض . أنا أقول لك وما دخل الدواب في خلق السماوات والأرض التي خلقت يوم الخميس!!!!!!

———————

فنقول وبالله وحده التوفيق:

الفكرة ليس في نوعية المخلوقات التي خُلقت ، وإنما الفكرة في المكان والوقت !

أولًا: المكان:

آدم عليه السلام لم يكن دَاخلَ السماوات والأرض حينما خلقه الله ، بل خَلَقَه الله في الجَنة، بدليل قوله تعالى: { وَيَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ }.

والجنة فوق السماوات ، وليس لخَلْق الجنة علاقةٌ بخلق السموات والأرض.

ثانيًا: الوقت :

أقول إن خلق الدواب كان دَاخِلًا في الأيام الستة التي في الحديث ، لقول الله تعالى: { ولقد خلقنا السماواتِ والأرضَ وما بينهما في ستة أيام }.

ولاشك أن الدواب داخلة في قوله تعالى: { وما بينهما }. لأن مكان خلقها كان بين السماوات والأرض ، وخلق الدواب في يوم الخميس. وهو اليوم السادس.

أما خلق آدم فكان مُسْتَقِلًّا بعد هذه الأيام الستة. أي في اليوم السابع كما في هذا الحديث.

يدل على كلامي أن الرسول صلى الله عليه وسلم نفسه لم يعتبر خلق آدم عليه السلام داخلًا في خلق السموات والأرض بدليل قوله في رواية السنن الكبرى للنسائي (10/ 213) :  قال:
[  يَا أَبَا هُرَيْرَةَ، إِنَّ اللهَ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرَضِينَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ، ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يَوْمَ السَّابِعِ .. ]

وعليه أقول إن خلق آدم لم يكن بين السماء والأرض كـ مكان ، ولم يكن خَلْقُه بين الأيام الستة كـ وقت.

أسأل الله تعالى أن أكون قد وُفِّقْتُ في إيصال فكرتي في الجواب.

وفقنا الله وإياك لما يحب ويرضى ،،،،

اترك ردّاً